كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

تك نطفة، يمنى من المني. والياء) (¬1) للمني، كأنه: من مني يمنى، أي يقدر خلق الإنسان منه.
{ثُمَّ كَانَ} الإنسان {عَلَقَةً} بعد النطفة. {فَخَلَقَ} يعني: فنفخ فيه الروح، وسوّى خلقه. قاله ابن عباس (¬2)، ومقاتل (¬3). {فَجَعَلَ مِنْهُ} من الإنسان بعد ما سواه خلقًا سويًّا، خلق من مائه أولادًا (له) (¬4)؛ ذكورًا، وإناثًا. وهو قوله: {الزَّوْجَيْنِ} يعني: الصنفين. ثم فسرهما فقال: {الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى}.
(قوله) (¬5): {أَلَيْسَ ذَلِكَ} الذي فعل هذا. {بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى}، وهذا تقدير لهم أن (¬6) من قدر على الابتداء قدر على البعث بعد الموت، وذلك إشارة إلى الفاعل المضمر في قوله: {فَخَلَقَ فَسَوَّى} وهو الله تعالى، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا قرأ هذه الآية قال: "سبحانك اللهم فبلى" (¬7).
¬__________
(¬1) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(¬2) "التفسير الكبير" 30/ 234.
(¬3) "تفسير مقاتل" 218/ ب، وانظر المرجع السابق.
(¬4) ساقطة من (ع).
(¬5) ساقطة من (ع).
(¬6) في (أ): أي.
(¬7) الحديث أخرجه: أبو داود 1/ 225 - 226: كتاب الصلاة: باب الدعاء في الصلاة، وباب مقدار الركوع والسجود من طريق أبي هريرة -رضي الله عنه- وغيره، والإمام أحمد في "المسند" 2/ 249، والحاكم 2/ 510 في التفسير، سورة القيامة، وقال عنه: هذا حديث صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي؛ وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/ 132، وقال: رواه أبو داود وغيره، ورواه أحمد وفيه رجلان لم أعرفهما. قال ابن حجر: رواية عن إسماعيل عند الحاكم يزيد بن عياض متروك، ولكن أخرجه أحمد، وأبو داود، والترمذي من طريق سفيان بن عيينة عن إسماعيل، عن رجل، عن أبي هريرة، واختلف فيه على إسماعيل على أوجه =

الصفحة 529