كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

أحدهما: أنها الجبال، وهو قول قتادة والضحاك وابن عباس. قالوا: جبالها وآكامها (¬1). وسميت الجبال مناكب، لأنها مشبهة بمناكب الإنسان وهو الجيد الشاخص من طرفيه (¬2). والجبال شاخصة عن الأرض.
القول (¬3) الثاني: أنها النواحي والطرق والفجاج والأطراف والجوانب. وهو قول مجاهد والكلبي ومقاتل والحسن، ورواية عطاء عن ابن عباس، واختيار الفراء وابن قتيبة (¬4) قال: {مَنَاكِبِهَا}: جوانبها، ومنكبا الرجل جانباه (¬5).
وذكر أبو إسحاق القولين واختار القول الأول وقال: أشبه التفسير من قال في جبالها؛ لأن قوله: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا} معناه سهل لكم السلوك فيها، فإذا أمكنكم السلوك في جبالها فهو أبلغ في التذلل (¬6).
قوله تعالى: {وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ} أي مما خلقه رزقًا لكم في الأرض.
¬__________
(¬1) انظر: "تنوير المقباس" 6/ 108، و"تفسير عبد الرزاق" 2/ 305، و"جامع البيان" 12/ 29/ 5، و"غرائب القرآن" 29/ 9.
(¬2) في (ك): (طرافته).
(¬3) في (ك): (قوله القول).
(¬4) (س): (والكلبي، والحسن ورواية عطاء عن ابن عباس، وابن قتية) زيادة.
وانظر: "تنوير المقباس" 6/ 108، و"تفسير مجاهد" 2/ 685، و"تفسير مقاتل" 161 ب، و"الكشف والبيان" 12/ 157 ب، و"معالم التنزيل" 4/ 371.
(¬5) انظر: "معاني القرآن" 3/ 171، و"تفسير غريب القرآن" ص 475.
(¬6) انظر: "معاني القرآن" 5/ 199، و"تهذيب اللغة" 10/ 286، و"اللسان" 3/ 713 (نكب)، وقد وهم ابن منظور -رحمه الله- بنسبة هذا القول للأزهري مع أن الأزهري نص على نسبته لأبي إسحاق.

الصفحة 54