{فَإِذَا هِيَ تَمُورُ} قال ابن عباس: يريد كما تمور السفينة حتى تغرق (¬1).
وقال مقاتل: تدور بكم إلى الأرض السفلى (¬2). وقال الحسن: تحرك بكم (¬3). والمعنى على هذا التفسير أن الله تعالى يحرك الأرض عند الخسف بهم حتى تضطرب وتتحرك، فتعلو عليهم وهم يخسفون فيها فيذهبون، والأرض تمور فتقلبهم إلى أسفل؛ هذا معنى قوله: {فَإِذَا هِيَ تَمُورُ} وذكرنا تفسير المور فيما تقدم (¬4).
ثم زاد في التخويف فقال: {أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا} قال ابن عباس: كما أرسل على قوم لوط (¬5) فقال: {إِنَّا أَرْسَلْنَا
¬__________
= صفة العلو لله تعالى كما دلت عليه أدلة الكتاب والسنة. وقد أورد الذهبي -رحمه الله- في كتابه "العلو" أكثر من تسعين حديثًا، وآثارًا كثيرة عن السلف -رحمهم الله-. والكتاب كله في إثبات هذه الصفة، وجمع ما ورد فيها عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وما قاله علماء الصحابة ومن بعدهم في هذه الصفة.
وانظر: "الصواعق المرسلة" 4/ 1244، 1295، 1297، 1417، و"روح المعاني" 29/ 15، و"أضواء البيان" 12/ 8/ 407.
(¬1) لم أجده.
(¬2) انظر: "تفسير مقاتل" 1462 أ، و"تنوير المقباس" 6/ 109.
(¬3) في (ك): (تحوط بكم). وانظر: "الكشف والبيان" 12/ 158 ب، و"معالم التنزيل" 4/ 371.
(¬4) المور: التحرك والاضطراب. مار الشيء يمور مورًا: أي تحرك وجاء وذهب كما تتكفأ النخلة العيدانة. وهي أطول ما يكون من النخل، ولا تكون عيدانة حتى يسقط كربها كله، ويصير جذعها أجرد من أعلاه إلى أسفله.
انظر: "تهذيب اللغة" 15/ 297، و"اللسان" 3/ 548 (مور)، 2/ 939 (عيد).
(¬5) انظر: "تنوير المقباس" 6/ 109، و"التفسير الكبير" 30/ 70.