كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

والإكباب مطاوع الكب (¬1)، وذكرنا تفسيره عند قوله: {فَكُبَّتْ وُجُوهُهُم} [النمل: 90]، ويقال للسادر والهائم (¬2) على وجهه في ضلاله: مكب على وجهه، فضرب المكب على وجهه مثلًا للكفار؛ لأنه أكب على وجهه في الغي والكفر يمشي ضالًا أعمى القلب. فهذا أهدى، {أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا} معتدلًا يبصر الطريق {عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} وهو الإسلام، وهذا قول ابن عباس في رواية الكلبي، وقول مقاتل، ومجاهد، والضحاك (¬3).
وقال الكلبي: راكبًا رأسه في الكفر والضلالة كما تركب البهيمة رأسها (¬4). وقال مقاتل: يعني أبا جهل والنبي -صلى الله عليه وسلم- (¬5).
وقال عطاء عن ابن عباس: يريد أبا جهل وحمزة بن عبد المطلب (¬6).
¬__________
(¬1) انظر: "التفسير الكبير" 30/ 72، و"البحر المحيط" 8/ 303، و"روح المعاني" 29/ 20، وذكر جواز الوجهين وقول بعض الأئمة بتسوية المطاوعة والصيرورة. ورد الزمخشري هذا حيث قال: (أكب من باب أنفض وألام، ومعناه دخل في الكب، وصار ذا كب، ومطاوع كب وقشع وانكب وانقشع) "الكشاف" 4/ 124. قال النيسابوري: ولا يخفى أن هذا نزاع لفظي، و"غرائب القرآن" 29/ 11.
ومعنى المطاوعة: الموافقة، والنحويون ربما سموا الفعل اللازم مطاوعًا. "اللسان" 2/ 615 (طوع).
(¬2) السادر: هو الذي لا يهتم لشيء ولا يبالي ما صنع.
والهائم: الحائر. يقال: هام في الأمر يهيم إذا تحير فيه. "اللسان" 2/ 119 (سدر) 3/ 857 (هيم).
(¬3) في (س): (وهذا قول ابن عباس) إلى (الضحاك) زيادة.
وانظر: "تنوير المقباس" 6/ 110، 111، و"تفسير مقاتل" 162 أ، و"جامع البيان" 12/ 29/ 7، و"الجامع لأحكام القرآن" 18/ 219.
(¬4) انظر: "الكشف والبيان" 12/ 158 ب، و"معالم التنزيل" 4/ 372.
(¬5) انظر: "تفسير مقاتل" 162 أ، و"غرائب القرآن" 29/ 11.
(¬6) انظر: "غرائب القرآن" 29/ 11.

الصفحة 60