كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

معاينة (¬1). وهو معنى وليس بتفسير، وذلك أن ما قرب من الإنسان رآه معاينة (¬2).
وقوله تعالى: {سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا} قال ابن عباس وغيره: اسودت وعلتها الكآبة والقترة (¬3).
وقال أبو إسحاق: تبين فيها السوء (¬4). وأصل السوء القبح. والسيئة ضد الحسنة. والسواء: المرأة القبيحة وذكرنا هذا قديمًا (¬5)، ويقال: ساء الشيء يسوء فهو سيئ إذا قبح، وسيء يساء إذا قبح. وهو فعل لازم ومجاوز (¬6). فمعنى: {سِيئَتْ وُجُوهُ}، أي: قبحت بالسواد وأثر الكآبة كما ذكر المفسرون (¬7).
وقوله: {وَقِيلَ} أي: وقالت لهم الخزنة: {هَذَا} العذاب {الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ} قال الكلبي: تسألون في الدنيا (¬8).
وقال مقاتل: تمنون في الدنيا (¬9). قال الفراء: تدعون (¬10). وهما واحد
¬__________
(¬1) انظر: "جامع البيان" 12/ 29/ 8، و"الجامع لأحكام القرآن" 18/ 220.
(¬2) في (س): من قوله (وهو معنى) إلى (معاينة) زيادة.
(¬3) انظر: "الكشف والبيان" 12/ 159 أ، و"التفسير الكبير" 30/ 75، و"غرائب القرآن" 29/ 11.
(¬4) انظر: "معاني القرآن" 5/ 201.
(¬5) في (س): (وذكرنا هذا قديمًا) زيادة.
(¬6) انظر: "اللسان" 2/ 231 (سوأ).
(¬7) في (س): (كما ذكر المفسرون) زيادة.
(¬8) انظر "الكشف والبيان" 12/ 159 ب، و"الجامع لأحكام القرآن" 18/ 220، وهو قول أكثر المفسرين.
(¬9) انظر: "تفسير مقاتل" 162 ب، ولفظه: يعني تمترون في الدنيا.
(¬10) أشار الفراء بهذا إلى قراءة التخفيف (تدعون) وهي قراءه شاذة نسبت للحسن، =

الصفحة 62