كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

مثل (تذكرون) و (تذكرون) و {تَدَّخِرُونَ} {وتدخرون} (¬1) وقال المبرد: معناه تستعجلون. تقول: دعوت بكذا إذا طلبته، وادَّعيتُ به افتعلت، من هذا. وقال عطاء عن ابن عباس: يريد تكذبون (¬2).
قال أبو إسحاق: تأويله في اللغة: هذا الذي كنتم من أجله تدعون الأباطيل والأكاذيب، أي: تدعون أنكم إذا متم وكنتم ترابًا أنكم لا تخرجون (¬3)؛ ونحو هذا قال أبو عبيدة: تكذبون وتردون (¬4). ومعناه ما ذكره أبو إسحاق.
وقال غيره (¬5): معناه هذا الذي كنتم ببطلانه تدعون. أي تدعون أنه باطل لا يأتيكم (¬6)، وكأن هذا أقرب من قول أبي إسحاق.
والقول هو الأول بدليل قراءة من قرأ {تَدَّعُونَ} من الدعاء. وهذا لا يحتمل التكذيب، ومعناه: كنتم به تستعجلون وتدعون الله بتعجيله (¬7).
¬__________
= والضحاك وغيرهما، وقراءة الجمهور {تَدَّعُونَ} بتشديد الدال. انظر: "معاني القرآن" للأخفش 2/ 712، و"المحتسب" 2/ 325، و"البحر المحيط" 8/ 204.
(¬1) (تذكرون) حيث وقع إذا كان بالتاء فقط خطابًا فقرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص (تذْكُرون) بتخفيف الذال، وقرأ الباقون (تَذَّكرون) بالتشديد. و {تَدَّخِرُون} من سورة آل عمران: 49، فالجمهور بتشديد الدال وفي قراءة شاذة بتخفيفها. انظر: "النشر" 2/ 266، و"الإتحاف" ص 220، و"معاني القرآن" للفراء 3/ 171، و"الكشاف" 1/ 191، و"روح المعاني" 3/ 170.
(¬2) في (س): من (وقال المبرد) إلى هنا زيادة. ولم أجد قول ابن عباس ولا المبرد.
(¬3) انظر: "معاني القرآن" 5/ 201.
(¬4) انظر: "مجاز القرآن" 2/ 262.
(¬5) في (ك): (وقيل).
(¬6) انظر: "التفسير الكبير" 30/ 75.
(¬7) وهو اختيار الفراء وابن جرير والنحاس ورواية الكلبي عن ابن عباس. =

الصفحة 63