كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ} قال صاحب النظم: {تَبْتَغِي} حال خرجت مخرج المضارع. والمعنى: لم تحرم ما أحل الله لك مبتغيًا مرضاة أزواجك (¬1).

2 - قوله تعالى: {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ} قال مقاتل: يعني قد بين الله، كما قال: {سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا} [النور: 1] (¬2). وقال غيره: قد أوجب، وهو اختيار ابن قتيبة (¬3).
وذكر صاحب النظم القولين، وقال: إذا وصل بعلى لم يحتمل غير الإيجاب كقوله: {قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ} [سورة الأحزاب: 50]، وإذا وصل باللام احتمل الوجهين، فإن حمل على الإيجاب كان اللام بمعنى على كقوله: {وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} [الإسراء: 7] وقوله: {تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} أي تحليلها بالكفارة.
و {تَحِلَّةَ} على وزن تفعلة، وأصله تحللة فأدغمت (¬4)، وتفعلة من مصادر تفعل كالتوصية، والتسمية. ومن المضاعف التعزة والتغرة. وتحلة القسم تكون بمعنيين:
أحدهما: تحليله بالكفارة كالذي في هذه الآية.
والآخر: يستعمل بمعنى الشيء القليل. وهذا هو الأكثر في
¬__________
= وقال ابن حجر: وكأنه أشار عليه بالرقبة لأنه عرف أنه موسر، فأراد أن يكفر بالأغلظ من كفارة اليمين لا أنه تعين عليه عتق رقبة. "فتح الباري" 9/ 376.
(¬1) انظر: "التفسير الكبير" 30/ 42.
(¬2) انظر: "تفسير مقاتل" 159 ب، و"التفسير الكبير" 30/ 43.
(¬3) انظر: "تفسير غريب القرآن" ص 472.
(¬4) "سر صناعة الإعراب" 2/ 762: حيث أدغمت اللام في اللام.

الصفحة 9