كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

الآخرة ويعرف بسواد وجهه (¬1)، وهذا القول اختيار الفراء والزجاج (¬2).
قال الفراء: سنسمه سمة أهل النار؛ أي: سنسود وجهه، والخرطوم (¬3) وإن كان قد خص بالسمة؛ لأن في مذهب الوجه، لأن بعض الوجه يؤدي عن بعض (¬4).
وقال الزجاج: معنى {سَنَسِمُهُ} سنجعل له في الآخرة العلم (¬5) الذي يعرف به أهل النار من اسوداد وجوههم، وجائز -والله أعلم- أن ينفرد بسمة؛ لتعاليه في عداوة النبي -صلى الله عليه وسلم- فيخص من التشويه بما يتبين به من غيره كما كانت عداوته لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- عداوة يتبين بها من غيره (¬6)، فهؤلاء جعلوا هذه السمة على الخرطوم سواد وجهه في الآخرة. وجعل الضحاك هذه السمة كيًّا على وجهه يعرف بها في الآخرة: وهو معنى قول ابن عباس في رواية عطاء (¬7). كما توسم الغنم؛ واختاره الكسائي (¬8). وهذا قريب من قول أبي إسحاق الثاني. هذا كله قول من قال: إن هذا (¬9) الوعيد يلحقه في الآخرة.
وذهب بعضهم إلى أن هذه التسمية لحقته في الدنيا. وهو قول الكلبي
¬__________
(¬1) انظر: "الكشف والبيان" 12/ 167 أ، و"معالم التنزيل" 4/ 379.
(¬2) في (س): (وهذا القول اختيار الفراء والزجاج) زيادة.
(¬3) في (ك): (قبل دخول النار. أي سنسود وجهه. والخرطوم) زيادة، والصواب ما أثبته.
(¬4) انظر: "معاني القرآن" 3/ 174.
(¬5) في (ك)، (س): (علمًا الحلم)، والتصحيح من معاني الزجاج.
(¬6) انظر: "معاني القرآن" 5/ 207.
(¬7) في (س): (في رواية عطاء) زيادة.
(¬8) انظر: "الكشف والبيان" 12/ 167 أ، و"معالم التنزيل" 4/ 379.
(¬9) في (س): (هذا) زيادة.

الصفحة 92