كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

بقرب صنعاء (¬1).
قال سعيد بن جبير: على اثني عشر ميلًا منها (¬2). وقال الكلبي: كان بينهم وبين صنعاء فرسخان ابتلاهم الله بأن أحرق جنتهم بالنار (¬3).
قوله: {إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ} حلفوا ليقطعن ثمر نخلهم إذا أصبحوا بسُدفة (¬4) من الليل. قال مقاتل: قالوا: اغدوا سرًا إلى جنتكم فاصرموها ولا تؤذنوا المساكين وكان آباؤهم يخبرون المساكين (¬5) فيجتمعون عند صرام جنتهم (¬6).
ويقال: قد صرم العذق عن النخلة وأرم النخل إذا حان وقت صرامه (¬7).

18 - قوله تعالى: {وَلَا يَسْتَثْنُونَ} يقولون: إن شاء الله. هذا قول جماعة
¬__________
(¬1) صنعاء: نسبة إلى جودة الصنعة في ذاتها. كان اسمها أزال، فلما وافتها الحبشة قالوا: هذه صنعة، ومعناه: حصينة، فسميت صنعاء بذلك. وبينها وبين عدن ثمانية وستون ميلًا، وهي شبيهة بدمشق في كثرة المياه والفواكه. "معجم البلدان" 3/ 425.
(¬2) أخرج ابن جرير، وعبد الرزاق وغيرهما بلفظ: (هي أرض باليمن يقال لها: ضروان، بينها وبين صنعاء ستة أميال). انظر: "جامع البيان" 29/ 20، و"تفسير القرآن العظيم" 4/ 406، و"فتح الباري" 8/ 662.
(¬3) انظر: "الكشف والبيان" 12/ 167 ب، و"معالم التنزيل" 4/ 379، والفرسخ السكون. ثلاثة أميال أو ستة، سمي بذلك لأن صاحبه إذا مشى قعد واستراح من ذلك كأنه سكن.
(¬4) السُّدفة: ظلمة فيها ضوء من أول الليل وآخره، ما بين الظلمة إلى الشفق، وما بين الفجر إلى الصلاة. "اللسان" 2/ 121 (سدف).
(¬5) في (س): (وكان آبائهم يخبرون المساكين) زيادة.
(¬6) في (ك): (جنتكم)، وانظر: "تفسير مقاتل" 163 أ.
(¬7) انظر: "اللسان" 2/ 434 (صرم).

الصفحة 96