كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

وحقيقة المعنى ما ذكره ابن عباس من قوله: أحاطت بها النار (¬1).
وقال مقاتل: بعث نارًا بالليل على جنتهم فأحرقتها حتى صارت سوداء، فذلك قوله: {وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ} قال: يعني أصبحت الجنة سوداء كالليل. وهو قول ابن عباس في رواية عطاء؛ يعني كالليل المظلم (¬2)، شبه سوادها بسواد الليل الدامس، وهو آخر ليالي الشهر، وهو أشد ما يكون ظلمة. وهذا القول في الصريم هو قول الفراء والزجاج (¬3).
قال شمر: الصريم: الليل، والصريم: النهار (¬4)، ينصرم الليل من النهار والنهار من الليل. وعلى هذا الصريم بمعنى المصارم (¬5).
وقال غيره: سمي الليل صريمًا لأنه يقطع بظلمته عن التصرف. وعلى هذا هو فعيل بمعنى فاعل، وهو يبطل بالنهار. سمي صريمًا ولا يصرم (¬6) عن التصرف (¬7).
وقال قتادة: {كَالصَّرِيمِ} كأنها صرمت (¬8). وعلى هذا الصريم بمعنى
¬__________
(¬1) انظر: "جامع البيان" 29/ 20، و"الجامع لأحكام القرآن" 18/ 242.
(¬2) انظر: "تفسير مقاتل" 163 ب، و"تفسير القرآن العظيم" 4/ 406 و"الدر" 6/ 254.
(¬3) انظر: "معاني القرآن" للفراء 3/ 175، و"معاني القرآن" للزجاج 5/ 208.
(¬4) (النهار) ساقطة من (ك)، (س)، والصواب إثباتها. وانظر: "الأضداد" للأصمعي والسجستاني وابن السكيت ص 41، 105، 195، 539.
(¬5) انظر: "تهذيب اللغة" 12/ 185، و"اللسان" 2/ 435 (صرم).
(¬6) في (ك): (ولا يصرف).
(¬7) انظر: "التفسير الكبير" 30/ 88، و"الجامع لأحكام القرآن" 18/ 242.
(¬8) انظر: "تفسير القرآن العظيم" 4/ 406، و"تهذيب اللغة" 12/ 185، و"اللسان" 2/ 435 (صرم).

الصفحة 98