المصروم، أي: المقطوع ما فيه. وأبى عطاء هذا القول فروى عن ابن عباس: وليس يعني المصرومة، وذلك أن النار تحرق الأشجار فلا تشبه ما في ثمره وإن احترقت الثمار دون الأشجار، وهو بعيد أشبه المقطوع ثمره (¬1).
وقال الحسن: أي: صرم عنها الخير فليس فيها شيء (¬2). والصريم على هذا مفعول أيضًا. وقال المؤرج: كالرملة (¬3) انصرمت من معظم الرمل (¬4).
وقال الأصمعي: الصريم من الرمل: قطعة ضخمة تنصرم عن سائر الرمل، وتجمع (¬5) الصرائم (¬6). وعلى هذا شبهت الجنة وهي محترقة لا ثمر فيها ولا خير بالرملة المنقطعة عن الرمال، وهي لا تنبت شيئاً ينتفع به. وقال الأخفش: كالصبح انصرم من الليل (¬7). وقد ذكرنا أن النهار يسمى صريمًا.
قال المبرد: قيل: كالنهار لا شيء فيها، كما يقال: لك سواد الأرض وبياضها. فالسواد العامر، والبياض الغامر، وعلى (¬8) هذا شبهه
¬__________
(¬1) في (س): من قوله (وأبى عطاء) إلى هنا زيادة. وانظر: "غرائب القرآن" 29/ 19.
(¬2) انظر: "الكشف والبيان" 12/ 168 أ، و"معالم التنزيل" 4/ 379.
(¬3) في (ك): (كالرمث).
(¬4) انظر: "الكشف والبيان" 12/ 168 أ، و"الجامع لأحكام القرآن" 18/ 242.
(¬5) في (ك): (وجمعه).
(¬6) انظر: "تهذيب اللغة" 12/ 185، و"اللسان" 2/ 435 (صرم).
(¬7) انظر: "الكشف والبيان" 12/ 168 أ، و"البحر المحيط" 8/ 312.
(¬8) في (ك): (سوى).