كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 23)

ثم قال: (قوله تعالى) (¬1): {نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا}
قال مقاتل: فجعلناه بعد النطفة سميعًا بصيرًا لنبتليه بالعمل (¬2).
وقال الفراء: المعنى: جعلناه سميعًا بصيرًا لنبتليه، فهي مقدمة معناها التأخير، المعنى: خلقناه، وجعلناه سميعًا بصيرًا لنبتليه (¬3). (ونحو هذا قال الزجاج (¬4)، وابن قتيبة (¬5) (¬6).
وقال آخرون: (نبتليه) متصل المعنى بما قبله، كأنه قيل: خلقناه من نطفة أمشاج لنبتليه، لنختبره في الاعتبار بهذه الأحوال في خلقه، فيكون (نبتليه) في موضع الحال، أي خلقناه مبتلين إياه (¬7).
ثم ذكر أنه أعطاه ما يصح معه الابتلاء، وهو السمع والبصر، فقال: فجعلناه سميعًا بصيرًا. (وهذا قول صاحب النظم) (¬8) (¬9).
¬__________
(¬1) ساقطة من (ع).
(¬2) "تفسير مقاتل" 219/ أ، "بحر العلوم" 3/ 430، "النكت والعيون" 6/ 163.
(¬3) "معاني القرآن" 3/ 214 بيسير من التصرف. وقد رد هذا المعنى ابن جرير فقال: "ولا وجه عندي لما قال يصح، وذلك أن الابتلاء إنما هو بصحة الآلات، وسلامة العقل من الآفات، وإن عدم السمع والبصر". "جامع البيان" 29/ 206، كما رده النحاس بمعنى ما ذكره ابن جرير. انظر: "القطع والائتناف" 2/ 775.
(¬4) "معاني القرآن وإعرابه" 5/ 257.
(¬5) تفسير غريب القرآن: 502.
(¬6) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(¬7) وهو قول ابن أبي حاتم، وإليه ذهب أيضًا النحاس. انظر: "القطع والإتناف" 2/ 775، و"منار الهدى" للأشموني 412.
(¬8) لم أعثر على مصدر لقوله.
(¬9) ما بين القوسين ساقط من (أ).

الصفحة 15