كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 23)

وقرأ حمزة والكسائي: "لا تسمع" بـ"تاء" مفتوحة، "لاغية" نصبًا (¬1)، وهذا علي بناء الفعل للفاعل، وهو حسن على الشياع في الخطاب، وإن كان لواحد. وعلى هذا: {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ} [الإنسان: 20]، {إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ} [الإنسان: 19].
ويجوز أن يصرف الخطاب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، و"اللاغية" مصدر بمنزلة العَاقبة والعَافية.
ويجوز أن يكون صفة كأنك قلت: لا تسمع كلمة لاغية، والأول الوجه لقوله: {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا} [الواقعة: 25]، وهو قول أبي عبيدة قال: "لاغية" (¬2) لغوً (ا) (¬3) (¬4)) (¬5).
قال ابن عباس: يريد كذبًا، ولا بهتانًا (¬6)، ولا كفرًا بالله (¬7). وقال قتادة: باطلاً (¬8). وقال مجاهد: شتمًا (¬9).
¬__________
(¬1) وقرأ أيضًا بذلك أبو جعفر، وابن عامر، وعاصم، وخلف.
وقرأ نافع وحده: "لا تُسْمَعُ" بالتاء مضمومة "لاغية" رفع، وخارجة عن نافع "لا تسمع" بالتاء مفتوحة، "فيها لاغية" نصب، وعن ابن كثير: "لا تُسمع" بالتاء رفع. انظر: المراجع السابقة.
(¬2) بياض في (ع).
(¬3) ساقط من كلا النسختين والمثبت مثل ما جاء في المجاز، وكذا الحجة.
(¬4) ورد قوله في "مجاز القرآن" 2/ 296، وكلامه: لا تسمع فيها لغوًا.
(¬5) ما بين القوسين نقله من "الحجة" 6/ 399 - 400 بتصرف.
(¬6) بياض في (ع).
(¬7) ورد قوله مختصرًا في "النكت والعيون" 6/ 260، "التفسير الكبير" 31/ 156، "الجامع لأحكام القرآن" 20/ 33.
(¬8) "تفسير عبد الرزاق" 2/ 368، "جامع البيان"30/ 163، "الدر المنثور" 8/ 493، وعزاه إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم.
(¬9) "تفسير الإمام مجاهد" 724، "جامع البيان" 30/ 163، "النكت والعيون" =

الصفحة 468