كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 23)

عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ} [ق: 45] الآية.
ثم استثنى فقال: {إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ} ذكر الفراء في الاستثناء الوجهين: أحدهما: أن يكون مستثنى من الكلام الذي [كان] (¬1) التذكير يقع عليه، وإن لم يُذَكر كما تقول: اذهب، وعظ، وذكّر إلا من لا (تطمع) (¬2) فيه، وعلى هذا معنى الكلام فذكر {إِلَّا مَنْ تَوَلَّى}.
الوجه الثاني: أن يكون منقطعًا عما قبله، كما تقول في الكلام: قعدنا نتذاكر الخير؛ إلا أن كثيرًا من الناس لا يرغب، فهذا المنقطع.
وقال: وتعرف المنقطع من الاستثناء بحُسْن "إن" في المستثنى (فإذا كان الاستثناء) (¬3) محضًا متصلًا لم يحسن فيه "إن"، ألا ترى أنك تقول: عندي مائتان إلا درهمًا، فلا تدخل (¬4) "إن"، وهَاهنا يحسن "إن" بأن يقول: {إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ} (¬5)
وذكر بعض النحويين (¬6) أن هذا الاستثناء يجوز أن يكون عن الضمير
¬__________
= وقد ورد في تفسيرها قوله: "أهم المسيطرون" أي الأرباب المسلطون، ومصدره من التسطير، وقد قال المفسرون في تفسير هذا الحرف: المسلطون الجبارون، الأرباب القاهرون، كل هذا من ألفاظهم.
والمعنى: أم هم الأرباب، فلا يكونوا تحت أمر ونهي يفعلون ما شاءوا.
(¬1) هو: في كلا النسختين، ولا يستقيم الكلام بها، وأثبت ما جاء في المعاني.
(¬2) تطعم: في كلا النسختين، وهو ظاهر الخطأ، وأثبت ما جاء في المعاني لاستقامة المعنى به.
(¬3) ما بين القوسين ساقط من النسختين، وأثبت ما جاء في المعاني.
(¬4) في (أ): إلا، وهو حرف زائد في السياق.
(¬5) "معاني القرآن" 3/ 259 بتصرف.
(¬6) قال ذلك النحاس في: "إعراب القرآن" 5/ 215، وانظر أيضًا: البيان في "إعراب القرآن" لابن الأنباي: 2/ 510، التبيان في "إعراب القرآن" 2/ 1284، "الدر المصون" 6/ 514.

الصفحة 477