كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 23)

في "عليهم" على تقدير: لست عليهم بمسيطر إلا على من تولى (وكفر) (¬1) وهذا ليس بالسهل؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- ما كان حينئذ مأمورًا بالقتال، ولا مسلطًا على أحد.
والمعنى: إلا من أعرض عن الإيمان، وجحد ربوبيتي. قاله مقاتل (¬2)، وعطاء (¬3). {فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ} قال الكلبي: يدخله النار (¬4).
وقال مقاتل: لا عذاب أعظم من النار، وهو أكبر من الجوع الذي أصابهم، والقتل ببدر (¬5).
ثم ذكر أن مرجعهم إليه فقال: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ} أي رجوعهم ومصيرهم بعد الموت، آب، يؤوب، إيابًا، وأوْبًا (¬6) قال (¬7):
فرجِّي الخيرَ وانتظري إيابي ... إذا مالقارظ العَنزي آبَا (¬8)
¬__________
(¬1) ساقط من (ع).
(¬2) لم أعثر على مصدر لقوله.
(¬3) لم أعثر على مصدر لقوله.
(¬4) لم أعثر على مصدر لقوله. وورد بمثله من غير نسبة في "زاد المسير" حاشية 8/ 236.
(¬5) لم أعثر على مصدر لقوله، وورد بمثله من غير عزو في "الكشف والبيان" 13/ 82 أ، "معالم التنزيل" 4/ 480، "المحرر الوجيز" 5/ 475، "زاد المسير" 8/ 236، "لباب التأويل" 4/ 374.
(¬6) راجع ذلك في "تهذيب اللغة" 15/ 607 (آب)، "لسان العرب" 1/ 217 - 218 (أوب).
(¬7) بشر بن أبي خازم يخاطب ابنته عميرة وهو يجود بنفسه لما أصابه سهم من غلام وائلة.
(¬8) انظر: (قرظ) في "تهذيب اللغة" 9/ 67، "الصحاح" 3/ 1177، "لسان العرب" 7/ 455، "تاج العروس" 5/ 259.

الصفحة 478