كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 23)

وقال الليث: الْجَوْبُ: قطعك الشيء كما يُجاب، جاب يجوب جوبًا (¬1)، وزاد الفراء: يجيب جيبًا، وأنشد (¬2):
باتت تجيب أَدْعَجَ الظلامِ ... جَيْبَ البَيَطْر مِدْرَعَ الهُمامِ (¬3) (¬4)
قال ابن عباس: كانوا يجوبون الجبال، فيجعلون منها بيوتاً، وأحواضًا، وما أرادوا من الأبينة (¬5)، كما قال الله عز وجل: {وَتَنْحِتُونَ (مِنَ) (¬6) الْجِبَالِ بُيُوتًا} [الشعراء: 149] وقال الفراء: خرقوا الصخر فاتخذوه بيوتًا (¬7) وقوله: {بِالْوَادِ} قال مقاتل: بوادي القُرى (¬8) (¬9).

10 - قوله تعالى: {وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ} ذكرنا تفسير أوتاد في سورة:
¬__________
(¬1) "تهذيب اللغة" 11/ 219 (جوب) بنحوه.
(¬2) اليبت غير منسوب، والذي أنشده شمر عن سلمة. انظر مادة: (جوب) في: "تهذيب اللغة" 11/ 218، "لسان العرب" 1/ 286.
(¬3) ورد البيت في المراجع السابقة.
(¬4) لم أجد قول الفراء في معانيه وإنما ذكر في "التفسير الكبير" 31/ 168.
(¬5) ورد معنى قوله في "جامع البيان" 30/ 187 وكلامه فيه: ثمود قوم صالح كان ينحتون من الجبال بيوتاً، "التفسير الكبير" 31/ 168، "الدر المنثور" 8/ 506، وعزاه إلى ابن أبي حاتم، وابن المنذر، والطستي في مسائله.
(¬6) ساقط من (أ).
(¬7) "معاني القرآن" 3/ 261 بنصه.
(¬8) في (أ): (القرا).
ووادي القرى: واد بين الشام والمدينة يمر بها حاج الشام، وهو بين تيماء وخيبر فيه قرى كثيرة وبها سمي وادي القرى لأن الوادي من أوله إلى آخره قرى منظومة: وكانت قديماً منازل ثمود وعاد وبها أهلكهم الله. "معجم البلدان" 4/ 338.
(¬9) ورد قوله في "التفسير الكبير" 169/ 31، ورد معزو بمثله إلى الكلبي في "بحر العلوم" 3/ 476، وانظر: "معالم التنزيل" 4/ 483 من غير عزو، ولم أعثر على قوله في تفسيره.

الصفحة 504