كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 23)

ص (¬1).
{الَّذِينَ} يعني: عَاد (¬2)، وثمود، وفرعون (¬3).
{طَغَوْا فِي الْبِلَادِ} عملوا فيها بالمعَاصي، وتجبروا على أنبياء الله والمؤمنين. وقد فسر طغيانهم بقوله: {فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ}
قال الكلبي: يعني: القتل، والمعصية لله (¬4).
قال أبو إسحاق: (المعنى: ألم تر كيف أهلك ربك هذه الأمم التي كذبت رسلها، و (كيف) (¬5) جعل عقوبتها أن جعل سوطه الذي ضربهم به العذاب؟ فقال: {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ} (¬6) قال مجاهد: يعني لما عذبوا (¬7).
¬__________
(¬1) سورة ص: 3، وقد جاء في تفسيرها: الأوتاد جمع وقد، ويقال: تِدِ الوَتِد، واتد، الوَاتِدُ، موتود، ويقال: وقد، واتدًا أي رأس منتصب، وكل شيء ثبت في الأرض كالجبل، والسارية وهو وقد، واختلفوا في معنى {ذِي الْأَوْتَادِ} فالأكثرون على أن فرعون وصف بهذه الآية، كانت له أوتاد يعذب الناس عليها وهو قول ابن عباس في رواية عطاء، ومقاتل، ومجاهد، وسعيد بن جبير، وابن حيان.
وقال مقاتل: سمي: ذي الأوتاد، لأنها كانت له مظال وملاعب، أوجبال وأوتاد تضرب، فيلعب له تحتها وعليها بين يديه.
وقال القرظي: ذا البناء المحكم. وقال عطية: ذو الجنود، والجموع الكثيرة.
(¬2) في: ع: عاداً.
(¬3) قال بذلك الطبري 30/ 180، والسمرقندي في "بحر العلوم" 3/ 476.
(¬4) "الوسيط" 4/ 482.
(¬5) ساقط من (أ).
(¬6) ما بين القوسين من قول أبي إسحاق في "معاني القرآن وإعرابه" 5/ 322.
(¬7) "تفسير الإمام مجاهد" 727، "جامع البيان" 30/ 180، "الدر المنثور" 8/ 506 وعزاه إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.

الصفحة 505