كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 23)

الإكرام عند توفيق الله إياه إلى ما يؤديه إلى الآخرة (¬1)، ولهذا رد لله على الكافر فقال: (كلا) (¬2) (أي ليس الأمر كما يظن) (¬3)
قال مقاتل: يقول الله: (كلا) لم أبتله بالغنى لكرامته علي، ولم أبتله لهوانه (¬4)، أي لم يعلم هذا الإنسان أن الغنى والفقر من قضاء الله؛ ليس من الكرامة، ولا الهوان، فقوله: (كلا) رد لتوهم من ظن أن سعة الرزق إكرام الله، وأن الفقر إهانة، فإن الله يوسع على الكافر لا لكرامته عليه، ويقتر على المؤمن لا لهوانه (¬5)، (وهذا معنى قول ابن عباس (¬6)، وقتادة (¬7)) (¬8).
قال الفراء: معنى (كلا) لم يكن ينبغي أن يكون هكذا، ولكن يحمده على الغنى والفقر (¬9).
ثم أخبر عن الكفار فقال: (قوله) (¬10): {بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيم}.
(قرأ أبو عمرو {يكرمون} ومَا بعدها (¬11) بالياء (¬12)، وذلك أنه لما
¬__________
(¬1) "معاني القرآن وإعرابه" 5/ 323 بيسير من التصرف.
(¬2) {كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ}.
(¬3) ما بين القوسين نقلاً من: "معاني القرآن وإعرابه" 5/ 323.
(¬4) "تفسير مقاتل" 239 ب، "زاد المسير" 8/ 246، وورد بمثله معزوًا إلى قتادة في "بحر العلوم" 3/ 477، وغير معزو في "معالم التنزيل" 4/ 485.
(¬5) "الكشف والبيان"ج 13/ 91 أ، "معالم التنزيل" 4/ 485، "لباب التأويل" 4/ 377.
(¬6) "التفسير الكبير" 31/ 172.
(¬7) "جامع البيان" 30/ 182.
(¬8) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(¬9) "معاني القرآن" 3/ 261 بنصه.
(¬10) ساقط من (أ).
(¬11) أي قوله تعالى: {تَحَاضُّونَ} و {تَأْكُلُونَ} و {تُحِبُّونَ} سورة الفجر: 18 - 20.
(¬12) قرأ بذلك أيضًا يعقوب بياء الغيبة في الأربعة مع ضم الحاء في {تَحَاضُّونَ} =

الصفحة 510