كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 23)

تقدم ذكر الإنسان، وكان يراد به الجنس، والكثرة، وهو على لفظ الغيبة حمل {يكرمون} و {يحبون}، و {يأكلون} عليه، ولا يمتنع في هذه الأسماء الدالة على الكثرة (¬1) أن تحمل مرة على اللفظ، وأخرى على المعنى، كقوله: {وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ} (¬2) [الأعراف: 4]. ومن قرأ بالتاء (¬3) (فعلى: قل لهم ذلك) (¬4)
قال مقاتل: كان قُدَامَة بن مظعون (¬5) يتيمًا في حجر أمية بن خلف، وكان يدفعه عن حقه (¬6).
¬__________
= وبغير ألف: "يَحُضُّون". انظر: "السبعة في القراءات" 685، "القراءات وعلل النحويين فيها" 2/ 773، "الحجة" 6/ 409، "المبسوط" 407، "حجة القراءات" 762، "الكشف" 2/ 372، "البدور الزاهرة" 340.
(¬1) في (أ): (للكثر).
(¬2) في (أ): (وهم).
(¬3) قرأ بذلك نافع، وابن كثير، وابن عامر بتاء الخطاب في الأفعال الأربعة مع ضم الحاء في "ولا تَحُضُّون".
وقرأ: عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف، وأبو جعفر، بتاء الخطاب في الأربعة مع فتح الحاء، وألف بعدها مع المد المشبع في "ولا تحاضون". قلت: والقراءة التي تخص موضعنا هي قراءة أبي عمرو كله بالياء في "يكرمون"، و"يحاضون"، و"يأكلون"، و"يحبون"، وقرأ الباقون كله بالتاء.
وانظر: "السبعة في القراءات" 685، "القراءات في علل النحويين فيها" 2/ 773، "الحجة" 6/ 409، "المبسوط" 407.
(¬4) ما بين القوسين نقلاً عن "الحجة" 6/ 409 بتصرف.
(¬5) تقدمت ترجمته في سورة النساء.
(¬6) "معالم التنزيل" 4/ 485، "التفسير الكبير" 31/ 172، "الجامع لأحكام القرآن" 20/ 52، "لباب التأويل" 4/ 377، والذي ورد عنه في تفسيره أن الأمر ليس كما قال أمية بن خلف بل يعني أنهم لا يكرمرن اليتيم ولا يحضون على طعام المسكين لأنهم لا يرجون بها الآخرة 239 ب.

الصفحة 511