كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 23)

على أن الحسن قد قال في هذه الآية: جاء أمر ربك وقضاء ربك (¬1)، فيكون هذا من باب حذف المضاف، ونحو هذا روي عن الكلبي: وجاء أمر ربك.
وذكر أهل المعاني في هذا قولين:
أحدهما: أن المعنى وجاء جلائل آياته، لأن هذا يكون يوم القيامة، وفي ذلك اليوم تظهر العظائم، وجلائل الآيات، فجعل مجيئها مجيئًا له تفخيمًا لشأنها.
الثاني: أن المعنى: وجاء ظهوره بضرورة المعرفة، وضرورة المعرفة التي تقوم مقام ظهوره ورؤيته، ولما صارت المعارف في ذلك اليوم بالله تعالى ضرورة، صار ذلك كظهوره، وتجليه (¬2) للخلق، فقيل: وجاء ربك، أي زالت الشبهة، وارتفعت الشكوك كما ترتفع (عند) (¬3) مجيء الشيء الذي كان يشك فيه (¬4).
¬__________
= الوعيد، وإذا لم يذكر كان أبلغ لأنفسنا وخواطرهم وذهاب ذكرهم في كل وجه. ومثله قوله: {فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا} أي أتاهم بخذلانه إياهم. في قوله: {ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ} وجهان أيضًا:
أحدهما أن العذاب يأتي فيها ويكون أهول كقوله: {عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ}.
والثاني: أن ما يأتيهم من العذاب يأتي في أهوال مفظعة فشبه الأهوال بالظلل من الغمام كقوله: {وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ}.
(¬1) "الكشف والبيان" 13/ 91 ب، "معالم التنزيل" 4/ 486، "زاد المسير" 8/ 247، "الجامع لأحكام القرآن" 20/ 55.
(¬2) غير مقروءة في (أ).
(¬3) ساقط من (أ).
(¬4) "الوسيط" 3/ 485.

الصفحة 518