كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 23)

وقوله تعالى: {وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} قال عطاء: يريد صفوف الملائكة (¬1).
وقال الضحاك: إن الله تعالى يأمر السماء يوم القيامة فتنشق عمن فيها من الملائكة، فينزلون، فيحيطون بمن في الأرض، ثم يأمر السماء الثانية، حتى ذكر السَابعة، فيكون سبع صفوف بعضها خلف بعض (¬2)، ونحو هذا قال مقاتل: وكل أهل سماء صف على حدة (¬3)، فمن ثم قال: {صَفًّا صَفًّا}، والمعنى: صفًا بعد صف -كما ذكرنا في قوله: {دَكًّا دَكًّا} (¬4).
وقوله: {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ}.
¬__________
= سلف كما قال تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ}. ثم قال والأحسن في هذا الباب مراعاة ألفاظ النصوص فيثبت ما أثبت الله ورسوله باللفظ الذي أثبته، وينفي ما نفاه الله ورسوله كما نفاه وهو أن يثبت النزول والإتيان، والمجيء ويتقي المثل والسمي، الكفء، والند.
"مجموع الفتاوى" 16/ 409، 423 - 424.
ومعنى الآية على ذلك كما قال الإمام السعدي يجيء الله لفصل القضاء بين عباده في ظلل من الغمام وتجيء الملائكة الكرام أهل السموات كلهم صفاً بعد صف كل سماء يجيء ملائكتها صفاً يحيطون من دونهم من الخلق.
"تيسير الكريم الرحمن" 5/ 414.
(¬1) "معالم التنزيل" 4/ 486، "فتح القدير" 5/ 440، وبمثل قوله ذهب قتادة: "جامع البيان" 30/ 188.
(¬2) ورد معنى قوله في "معالم التنزيل" 4/ 486، "زاد المسير" 8/ 247، مختصرًا، وبمعناه في "فتح القدير" 5/ 440.
(¬3) لم أعثر على مصدر لقوله.
(¬4) سورة الفجر: 21 راجع ذلك في موضعه.

الصفحة 520