كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 23)

قال جماعة المفسرين: جيء بها يوم القيامة مزمومة بسبعين ألف زمام، كل زمَام مع سبعين ألف ملك يجرونها، حتى تنتصب [يسار] (¬1) العرش (¬2).
{يَوْمَئِذٍ} يعني: يوم يجاء (¬3) بها.
{يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ} يتعظ ويتوب له الكافر.
{وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى} قال أبو إسحاق: يُظْهِر التربة، ومن (¬4) أين له التوبة (¬5)؟ وهذا كقوله: {أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ} [الدخان: 13]، وتفسير الذكرى قد سبق في مواضع (¬6).
ثم فسر ذكراه بقوله: {يَقُولُ} (¬7) يعني الإنسان.
{يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} أي: قدمت الخير والعمل الصَالح، فحذف للعلم به.
¬__________
(¬1) ما بين المعقوفين ساقط من (أ): وكتب في (ع): (ليسار).
(¬2) قال بذلك: قتادة، وابن مسعود، ومقاتل انظر: "تفسير عبد الرزاق" 2/ 371، "جامع البيان" 30/ 188، "معالم التنزيل" 4/ 486، "الجامع لأحكام القرآن" 20/ 55، وعزاه الفخر إلى جماعة المفسرين: "التفسير الكبير" 31/ 175.
وهذا القول من المفسرين يصدقه الحديث الذي في "صحيح مسلم" 4/ 2184: ح: 29 كتاب الجنة: باب 12 عن عبد الله، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يؤتي بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها.
(¬3) في (أ): (جابها).
(¬4) في (أ): (من).
(¬5) "معاني القرآن وإعرابه" 5/ 324 بيسير من التصرف.
(¬6) في سورة الدخان: 13، سورة الأعلى: 9 فليراجع ذلك في سورة الأعلى: 9.
(¬7) {يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي}.

الصفحة 521