كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 23)

قال أبو عبيد: قد علم المسلمون أنه ليس يوم القيامة معذب سوى الله، (فكيف يكون) (¬1) لا يعذب أحد مثل عذابه (¬2)؟. فزيف (¬3) أبو عبيد هذا القول كما ترى (¬4).
وقال أبو إسحاق: المعنى لا يتولى يوم القيامة عذاب الله أحد، أي الأمر يومئذ أمره، ولا أمر لغيره (¬5).
وقال الحسن: لا يعذب عذابه في السماء أحد، ولا يوثق وثاقه في الدنيا أحد (¬6)، وتقدير هذا القول: لا يعذب أحد في الدنيا عذاب الله الكافر يومئذ، ولا يوثق أحد في الدنيا وثاق الله الكَافر يومئذ، والمعنى: مثل عذابه ووثاقه في الشدة والمبالغة.
وذكر الفراء (¬7)، والزجاج (¬8) هذا القول، (وقرأ الكسائي: "لا
¬__________
(¬1) في (أ): (فيكون).
(¬2) "التفسير الكبير" 31/ 176، وعزاه إلى أبي عبيدة وهو تصحيف في الاسم.
(¬3) غير مقروءة في (أ).
(¬4) كما رد الإمام الطبري على أبي عبيدة في ما ذهب إليه في تفسيره من إنكاره لقراءة الكسر، فقال: وهذا من التأويل غلط، لأن أهل التأويل تأولوه بخلاف ذلك، مع إجماع الحجة من القراء على قراءته بالمعنى الذي جاء به تأويل أهل التأويل، وما أحسبه دعاه إلى قراءات ذلك أي بالفتح كذلك إلا ذهابه عن وجه صحته في التأويل."جامع البيان" 30/ 189 - 190.
(¬5) "معاني القرآن وإعرابه" 5/ 324، ويعتبر قول أبي إسحاق أحد الأوجه عند الفخر في الرد على أبي عبيدة. انظر "التفسير الكبير" 31/ 176.
(¬6) "تفسير عبد الرزاق" 2/ 271 - 272، "جامع البيان" 30/ 189 وبمعناه في "النكت والعيون" 6/ 271، "الجامع لأحكام القرآن" 20/ 56، "تفسير الحسن البصري" 2/ 418.
(¬7) "معاني القرآن" 3/ 262
(¬8) "معاني القرآن وإعرابه" 5/ 34.

الصفحة 523