كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 23)

تعالى.
وفي قراءة الكسائي مضاف إلى المفعول به مثل: {مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ} [فصلت: 49].
والمعنى: لا يعذب أحد تعذيب هذا الكافر، وهذا الصنف من الكفار.
ومن قال المراد بالإنسان كافر بعينه (¬1)، فهو ظاهر يقول: لا يعذب يومئذ أحد تعذيبه، ولا يوثق أحد إيثاقه) (¬2)، وهذا قول الفراء (¬3)، والزجاج (¬4).
وقال أبو عبيد: تفسير هذه القراءة: لا يعذَبُ عذاب الكَافر أحد (¬5). فهذه ثلاثة أقوال:
أحدهَا: لا يعذب أحد عذاب ذلك الصنف من الكفار، وهم الذين ذكرهم في قوله: {لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ} (¬6) (الآيات) (¬7).
¬__________
(¬1) والمراد بالإنسان الكافر بعينه هو أمية بن خلف الجمحي، قاله مقاتل: "زاد المسير" 8/ 248، وانظر: "الكشف والبيان" 13/ 92 ب، "معالم التنزيل" 4/ 486 وقيل: أبي بن خلف، وقيل: إبليس. انظر: "الجامع لأحكام القرآن" 20/ 56، "فتح القدير" 5/ 440.
(¬2) ما بين القوسين نقله عن الحجة 6/ 411 - 412 بتصرف.
(¬3) "معاني القرآن" 3/ 262.
(¬4) "معاني القرآن وإعرابه" 4/ 324.
(¬5) بمعناه ورد في "التفسير الكبير" 31/ 176، وورد بمثله من غير عزو في "النكت والعيون" 6/ 271، "معالم التنزيل" 4/ 486.
(¬6) سورة الفجر: 17 وما بعدها أي من آية 17 إلى آية 20.
(¬7) ساقط من (أ).

الصفحة 525