كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 23)

وقال مجاهد: المنيبة المخبتة التي أيقنت بأن الله (ربها) (¬1)، وضربت لأمره جأشًا (¬2)، الراضية بقضاء الله (¬3).
وقال الحسن: المؤمنة الموقنة (¬4).
ومعنى هذه الأقوال: المطمئنة إلى وعد الله، المصدقة بما قال.
قال صَاحب النظم: المطمئنة الموقنة اعتبارا بقوله: {وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} (¬5) والطمأنينة: حقيقة الإيمان، فإذا لم تكن طمأنينة كانت وسوسة، وهذه الصفة ثابتة لنفس المؤمن في الدنيا؛ لأنه صَدَّق الله، واطمأن إلى ما ذكر في كتابه (¬6).
وقوله: {ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ} قال أبو صالح: هَذا عند خروجها من الدنيا
¬__________
(¬1) ساقط من (أ).
(¬2) جأشاً: أي قرَّت يقيناً، اطمأنت كما يضرب البعير بصدره الأرض إذا برك وسكن. "تهذيب اللغة" 11/ 135 (جيش).
(¬3) ورد قوله في تفسير مجاهد: 728 مختصرًا، "جامع البيان" 30/ 190 بنحوه، "الكشف والبيان" 13/ 92 ب، "معالم التنزيل" 4/ 486، "الجامع لأحكام القرآن" 20/ 57 بمعناه ولم يذكر الزيادة، "الراضية بقضاء الله". إلا برواية منفصلة عن مجاهد في "الكشف" 13/ 93 أ، "زاد المسير" 8/ 248، "الجامع لأحكام القرآن" 20/ 57 وبالنص كاملاً ورد عن عطية بمثله، انظر: "الكشف والبيان"، و"معالم التنزيل". مرجعين سابقين، "الدر المنثور" 8/ 515 مختصرًا، وعزاه إلى الفريابي، وعبد بن حميد.
(¬4) "الكشف والبيان" 13/ 93 أ، "معالم التنزيل" 4/ 486، "الجامع لأحكام القرآن" 20/ 57، "فتح القدير" 5/ 440، تفسير الحسن: 2/ 418.
(¬5) سورة البقرة: 260
(¬6) لم أعثر على مصدر لقوله.

الصفحة 527