كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 23)

قال صاحب النظم: قوله: {ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} تكون عند الوفاة، وقبض الروح، ثم نظم به.
قوله: {فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي}، وهذا لا يكون إلا في الآخرة، فنظم عز وجل خبرًا بخبر في وقت على ظاهره، وهما في وقتين في الباطن (¬1).
ومن المفسرين من يقول هذا كله، يقال للنفس المطمئنة في الآخرة (¬2).
ومعنى "المطمئنة": الآمنة من العذاب (¬3)؛ لأن الله أمنها من العذاب يدل هذا على ما ذكر في حرف أبي: (يا أيتها النفس الآمنة المطمئنة) (¬4).
وقوله: {ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ} أي إلى ثواب ربك وكرامته (قاله) (¬5) الحسن (¬6). قال الفراء: إلى ما أعد الله لك من الثواب (¬7)، ثم ينتظم بقوله: {فَادْخُلِي فِي عِبَادِي}.
¬__________
(¬1) لم أعثر على مصدر لقوله.
(¬2) قال بذلك أسامة بن زيد عن أبيه وكلامه قال: بُشرت بالجنة عند الموت ويوم الجمع وعند البعث.
"جامع البيان" 30/ 191.
(¬3) قال بذلك الكلبي، ومقاتل. انظر: "معالم التنزيل" 4/ 486، "فتح القدير" 5/ 441.
(¬4) ورد قوله في "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالوية: 173، "جامع البيان" 30/ 191، "النكت والعيون" 6/ 272، "المحرر الوجيز" 5/ 482.
(¬5) في كلا النسختين: (قال).
(¬6) "الكشف والبيان" 13/ 94 أب، "معالم التنزيل" 4/ 487، "زاد المسير" 8/ 249، "الجامع لأحكام القرآن" 20/ 58، "تفسير الحسن البصري" 2/ 419.
(¬7) "معاني القرآن" 3/ 263 بنصه.

الصفحة 529