كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 23)

قال الأخفش: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ}، و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} أي قد أتاك، كما تقول: هل رأيت صنيع فلان، وقد علمت أنه قد رآه (¬1).
وقال المبرد: (هل) معناه في هذا الموضع: (قد) (¬2)، وكذلك قوله: {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ} [ص: 21]، وحُكي عن سيبويه: أن (هل) قد تكون لغير الاستفهام (¬3).
وقال الكسائي: (هل) تأتي استفهامًا، وهو بابها، وتأتي جحدًا (¬4)، (وتأتي بمعنى: قد) (¬5) (¬6).
(وقال الفراء: معناه: قد أتى، قال (وهل): قد تكون جحدًا) (¬7)، وتكون خبرًا، فهذا من الخبر؛ لأنك تقول: هل وعظتك، هل أعطيتك، تقرره بأنك قد أعطيته، ووعظته، قال: والجحد أن تقول: وهل يقدر أحد على مثل هذا (¬8).
وقال أبو إسحاق: (هل) ليست باستفهام (¬9). ويحقق ذلك قول أبي
¬__________
(¬1) لم أعثر على مصدر لقوله.
(¬2) "المقتضب" 1/ 298.
(¬3) انظر: "كتاب سيبويه" 3/ 189، وانظر أيضًا "المحرر الوجيز" 5/ 408، "الجامع لأحكام القرآن" 19/ 116، (فتح القدير) 5/ 344.
(¬4) أي: نفيًا.
(¬5) ورد قوله في "الجامع لأحكام القرآن" 19/ 116.
(¬6) ما بين القوسين ساقطة من (أ).
(¬7) ما بين القوسين ساقطة من (أ).
(¬8) "معاني القرآن" 3/ 213 بتصرف يسير.
(¬9) "معاني القرآن وإعرابه" 5/ 257، لم يرد عن أبي إسحاق ما ذكره الواحدي، وإنما ورد خلافه، وعبارته كالآتي. قال: ومعنى: "هل أتى" قد أتى على الإنسان، أي ألم يأت على الإنسان حين من الدهر".

الصفحة 6