كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 23)

وقوله: {لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا} قال ابن عباس: لا في السماء، ولا في الأرض (¬1).
قال الفراء: يريد كان شيئًا, ولم يكن مذكورًا، وذلك من حين أن خلقه الله إلى أن نفخ فيه الروح (¬2). ونحو هذا قال الزجاج، قال: ويجوز أن يعني به جميع الناس (¬3).
والمعنى: أنهم كانوا نطفًا (¬4)، ثم علقًا (¬5)، ثم مضغًا (¬6)، إلى أن صاروا شيئاً مذكورًا.
قوله تعالى: {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ} يعني ولد آدم من نطفة. {أَمْشَاجٍ} يعني المشج في اللغة: "الخلط، يقال: مشج (يمشج) (¬7) مشجًا إذا خلط، والأمشاج: الأخلاط.
قال ابن الأعرابي: واحدها: مَشْج، ومَشَج، وأنشد (قول الشماخ) (¬8):
¬__________
(¬1) المرجع السابق.
(¬2) (معاني القرآن للفراء) 3/ 213 بنصه.
(¬3) "معاني القرآن وإعرابه" 5/ 257 بنصه.
(¬4) النُّطْفة: الماء الصافي قلّ أو كثُر. انظر مادة: (نطف) في (مقاييس اللغة) لابن فارس: 5/ 440، (مختار الصحاح) 666.
(¬5) العَلَق: الدم الجامد، وفي الصحاح: الدم الغليظ. انظر مادة: (علق) في (مقاييس اللغة) 4/ 125، (مختار الصحاح) 450.
(¬6) مضغ: الميم، والضاد، والغين: أجل صحيح، وهو المضغ للطعام، والمضغة: قطعة لحم؛ لأنها كالقطعة التي تؤخذ فتمضغ. انظر مادة: (مضغ) في (مقاييس اللغة) 5/ 330، مختار الصحاح: 626.
(¬7) ساقط من (أ).
(¬8) ساقط من (أ).

الصفحة 9