كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 24)

ومعنى: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} ما تركك ربك، وما مقتك، وما أبغضك. قاله عطاء (¬1)، ومقاتل (¬2).
قال أبو عبيدة (¬3)، والمبرد (¬4): ودعك من التوديع كما ودع المفارق.
وقال الزجاج: أي لم يقطع الوحي، ولا أبغضك (¬5).
قال الفراء: يريد وما قلاك (¬6)، فأُلقِيَت الكاف اكتفاء بالكاف الأولى (¬7) في "ودعك"، ولأن (¬8) رؤوس الآيات بـ"الياء"، فأوجب اتفاق الفواصل حذف الكاف (¬9).
والقلى: البغض، يقال: قَلاه يقليه قِلًا، ومقلياً إذا أبغضه (¬10).
وقال ابن الأعرابي: القَليُ والقِلَى، والقَلاءة (¬11): المقلية (¬12).
¬__________
= وقال ابن كثير 4/ 558: وقوله هذا الكلام الذي اتفق أنه موزون ثابت في الصحيحين، ولكن الغريب هاهنا جعله سببًا لتركه القيام، ونزول هذه السورة
(¬1) لم أعثر على مصدر لقوله.
(¬2) "تفسير مقاتل" 243 ب.
(¬3) "مجاز القرآن" 2/ 302، وكلامه: قال: ما ودعك من التوديع، ومَا ودعك مخففة من وَدعت تَدَعُه.
(¬4) "التفسير الكبير" 31/ 210.
(¬5) "معاني القرآن وإعرابه" 5/ 339 بنحوه.
(¬6) في (أ): (قلى).
(¬7) في (أ): (الأول).
(¬8) في (أ): (لأن) بغير واو.
(¬9) "معاني القرآن" 3/ 273 - 274 بتصرف.
(¬10) نقلًا من "تهذيب اللغة" 9/ 295 (قلا).
(¬11) القَلاءُ: هكذا وردت في "تهذيب اللغة" 9/ 295 (قلا)، وانظر أيضًا: "لسان العرب" 15/ 198 (قلا).
(¬12) "تهذيب اللغة" 9/ 295 (قلا)، وهذا القول هو رواية ثعلب عن ابن الأعرابي.

الصفحة 105