كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 24)

قال الفراء: لم يكن غنى (¬1) عن كثرة، ولكن الله رضّاه بما أتاه (¬2) وذلك حقيقة الغنى (¬3).
ثم أوصاه باليتامى، والفقراء فقال:

9 - {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ} قال ابن عباس: هذا أدب من الله لنبيه وللمؤمنين (¬4).
وقال مجاهد (¬5)، ومقاتل (¬6): لا تحقر اليتيم فقد كنت يتيمًا.
وقال الفراء (¬7)، والزجاج (¬8): لا تقهره على ماله، فتذهب بحقه لضعفه، وكذا كانت العرب تفعل في أمر اليتامى تأخذ أموالهم، ويظلمونهم حقهم، فغلظ الله تعالى الخطاب لنبيه -صلى الله عليه وسلم- في اليتيم، وكذلك (¬9) من لا ناصر له يغلظ في أمره، وهو نهي لجميع المكلفين.
¬__________
(¬1) في (أ): (غناء).
(¬2) "معاني القرآن" 3/ 274، بنصه.
(¬3) في (أ): (المعنى).
(¬4) لم أعثر على مصدر لقوله.
(¬5) ورد معنى قوله في: "جامع البيان" 30/ 233، و"النكت والعيون" 6/ 295، و"معالم التنزيل" 4/ 500، و"زاد المسير" 8/ 270، و"الجامع لأحكام القرآن" 20/ 100، و"البحر المحيط" 8/ 486، و"فتح القدير" 5/ 458.
(¬6) لم أعثر على مصدر لقوله.
(¬7) "معاني القرآن" 3/ 274.
(¬8) "معاني القرآن وإعرابه" 5/ 340.
(¬9) (في (أ): (فكذلك).

الصفحة 114