كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 24)

وعلى هذا: (الكبد من مكابدة الأمر، وهي معاناة شدته (¬1)، ومشقته، والرجل يكابد الليل إذا قاسى هَوّلهُ وصعوبته (¬2) (¬3).
وقال أهل المعاني: الكبد شدة الأمر، ومنه تكبد اللبن إذا غلظ واشتد، ومنه الكبد: كأنه دم (¬4) يغلظ ويشتد، فالإنسان مخلوق في شدة مكونة (¬5) في رحمه، ثم في القماط، والرباط، ثم على خطر (عظيم) (¬6) عند بلوغه حال التكليف، ومكابدة المعيشة، والأمر والنهي، فينبغي [له] (¬7) أن يعلم أن الدنيا دار مشقة وكد، وأن الجنة هي دار الراحة والنعمة (¬8).
ومن المفسرين من يذهب (¬9) بالكبد إلى شدة الخلق، والقوة، وهو قول الكلبي، قال: نزلت في رجل من بني جمح (¬10)، كان يكنى أبا الأشدين، وكان يجعل تحت قدميه الأديم (العكاظي) (¬11)، ثم يأمر العشرة
¬__________
(¬1) قال به الأزهري في: "تهذيب اللغة" 10/ 127 (كبد) بتصرف، وانظر: "لسان العرب" 3/ 376 (كبد).
(¬2) ومن قوله: (الرجل يكابد ...) إلى: (وصعوبته) من قول الليث. المرجعان السابقان.
(¬3) ما بين القوسين نقله من التهذيب. المرجع السابق.
(¬4) في (أ): (ولم).
(¬5) في (أ): (ركمه).
(¬6) ساقط من: (أ).
(¬7) ساقط من: (أ).
(¬8) لم أعثر على مصدر لقولهم.
(¬9) في (أ): (ذهب).
(¬10) بنو جمح: بطن بني هصيص من قريش من العدنانية، النسبة إليهم جمحي، "نهاية الأرب" للقلقشندي ص 202، وانظر "معجم قبائل العرب" لمحمد رضا كحالة 1/ 202، "نهاية الأرب" للنويري 2/ 356.
(¬11) ساقط من: (أ).

الصفحة 17