كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 24)

5 - {أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ}
قال الفراء: أيحسب بشدته أن لن يقدر عليه أحد، والله قادر عليه (¬1).
وهو قول الكلبي، قال: أيظن من شدته أن لن يقدر عليه أحد، وأن لن يعاقبه الله (¬2).

6 - ثم أخبر عن مقالة هذا الإنسان، فقال: {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا}.
قال أبو عبيدة: لبدًا: فُعَلٌ من التلبُّد، وهو المال الكثير بعضه على بعض (¬3).
قال أبو إسحاق: وفُعَلٌ للكثرة، يقال: رجل حُطَم إذا كان كثير الحَطْمِ (¬4).
وقال الفراء: واحدتُهْ لُبْدة، ولُبَد جماع، وقال: وجعل بعضهم واحدًا على جههَ قُثَّم وحُطَم، وهي في الوجهين جميعًا الكثير (¬5).
قال الليث: قال: لبدّ لا يخاف فناءه من كثرته (¬6)، وذكرنا تفسير هذا الحرف عند قوله: {يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا} [الجن: 19].
وجميع المفسرين قالوا في "اللبد": إنه الكثير المجتمع (¬7).
¬__________
(¬1) "معاني القرآن" 3/ 264.
(¬2) "الوسيط" 4/ 489.
(¬3) "مجاز القرآن" 2/ 299.
(¬4) "معاني القرآن وإعرابه" 5/ 328.
(¬5) لم أعثر على قوله في معانيه، و"تهذيب اللغة" 14/ 129 (لبد)، "التفسير الكبير" 1/ 183، و"لسان العرب" 30/ 387، وقد سبق بيان قراءة (لبدًا) سورة الجن 19.
(¬6) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد بنحوه من غير عزو في: "لسان العرب" 30/ 387 (لبد).
(¬7) قال بذلك: قتادة، وابن عباس، ومجاهد، وابن زيد، والحسن، والسدي وغيرهم. "جامع البيان" 30/ 198، "تفسير القرآن العظيم" 4/ 547. =

الصفحة 19