كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 24)

والقول هو الأول (¬1)؛ لبعد أن يراد بالنجدين الثديان، ومن قال ذلك ذهب إلى أنهما (¬2) كالطريقين لحياة الولد ورزقه، والله تعالى هدى الطفل الصغير حتى ارتضعهما، فهو قوله: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}

11 - قوله: {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ} قال (ابن قتيبة (¬3) و) (¬4) الأزهري (¬5): أي فلا هو اقتحم يعني الإنسان المذكور (والاقتحام الدخول في الأمر الشديد، وهو المهالك، ويقال قَحمَ يَقْحَمُ قُحُومًا، واقتحم اقتحامًا، وتقحم تقحُمًّا، إذا ركب القحم، وهي المهالك، والأمور العِظام) (¬6)، (والعقبة: طريق في الجبل وعر، والجميع: العقب والعقاب) (¬7).
قال عطاء: يريد عقبة جهنم (¬8).
وقال الكلبي: هي عقبة بين الجنة، والنار (¬9).
¬__________
(¬1) وهو الذي رجحه أيضًا الطبري، وابن كثير، والشوكاني في تفاسيرهم:"جامع البيان" 30/ 201، و"تفسيرالقرآن العظيم" 4/ 548، و"فتح القدير" 5/ 444.
(¬2) في (أ): (أنها).
(¬3) "تفسير غريب القرآن" 528، وكلامه: (قال: فلا هو اقتحم العقبة).
(¬4) ما بين القوسين ساقط من: (أ).
(¬5) "تهذيب اللغة" 4/ 77 (قحم)، قال: (أي قل هو اقتحم العقبة).
(¬6) ما بين القوسين نقله عن "تهذيب اللغة". المرجع السابق، وانظر: "لسان العرب" 12/ 162 - 163 (قحم).
(¬7) ما بين القوسين تناول المعنى اللغوي للعقبة.
انظر ذلك في: "تهذيب اللغة" 1/ 282، "لسان العرب" 1/ 621 (عقب).
(¬8) "التفسير الكبير" 31/ 184.
(¬9) "التفسير الكبير" 31/ 184، وورد قوله في: "الكشف والبيان" 13/ 97 أ، و"زاد المسير" 8/ 254، و"الجامع لأحكام القرآن" 20/ 67، و"فتح القدير" 5/ 444.

الصفحة 24