كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 24)

لأنَّ (¬1) من المعلوم أن هذا الإنسان وغيره لم يقتحموا عقبة جهنم، ولا جاوزوها، فإذًا لا معنى لحملها على عقبة في الآخرة، ولكن الصحيح أن ذكر العقبة هَاهنا مثل ضربه الله (تعالى) (¬2) لمجاهدة النفس والشيطان في أعمال البر، (وهذا مذهب الحسن، ومقاتل) (¬3).
قال الحسن: عقبة الله شديدة، ومجاهدة الإنسان نفسه وهواه، وعدوه والشيطان (¬4).
وقال مقاتل: هذا مثل ضربه الله؛ يريد أن المعتق رقبة، والمطعم تقاحم نفسه وشيطانه، مثل من يتكلف صعود العقبة، فشبه المعتق رقبة في شدته عليه بالمتكلف صعود العقبة (¬5).
وهذا مذهب أبي عبيدة، فقد قال: لم يقتحم العقبة في الدنيا (¬6)، فبين أن هذه العقبة في الدنيا، وهي مَا ذكر الله من بعد فقال:

12 - {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ} قال ابن عباس: يريد اقتحام العقبة (¬7).
¬__________
(¬1) في (أ): (إلا).
(¬2) ساقط من: (أ).
(¬3) ما بين القوسين ساقط من: (أ).
(¬4) "النكت والعيون" 6/ 278 بمعناه، "الكشاف" 4/ 213، "التفسير الكبير" 31/ 185، "الجامع لأحكام القرآن" 20/ 67.
(¬5) "تفسير مقاتل" 240 ب، "التفسير الكبير" 31/ 185، وقد رجح الفخر الرازي هذا القول في: "التفسير الكبير" 31/ 185، وقال الماوردي: وهو أشبه بالصواب، "النكت والعيون" 6/ 279، وكذا القرطبي في: "الجامع لأحكام القرآن" 20/ 68.
(¬6) "مجاز القرآن" 2/ 299.
(¬7) لم أعثر على مصدر لقوله.

الصفحة 27