كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 24)

وقوله: {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}.
أي على فرائض الله وأمره. قاله ابن عباس (¬1)، ومقاتل (¬2).
(قوله) (¬3): {وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} فالأمر فيما بينهم، والتراحم لليتيم، والمسكين، والضعيف. وهذا من صفة أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعبد الرحمن بن عوف، أي كان من الجملة الذين هذه صفتهم.
ثم ذكر أن هؤلاء منهم فقال:

18 - {أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ}.
وتفسير أصحاب الميمنة قد سبق في سورة الواقعة (¬4)، وكذلك تفسير أصحاب المشئمة الذين ذكروا هاهنا في قوله:

19 - {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ} قد تقدم هناك (¬5).
¬__________
= وانظر: " التفسير الكبير" 31/ 187، و"البحر المحيط" 8/ 476، و"فتح القدير" 5/ 445.
(¬1) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد بمثله من غير عزو في: "معالم التنزيل" 4/ 491، و"زاد المسير" 8/ 255، و"لباب التأويل" 4/ 381.
(¬2) "تفسير مقاتل" 241 أ، وقد ورد بمثله عن هشام بن حسام ذكره السيوطي في: "الدر المنثور" 8/ 526.
(¬3) ساقط من: (ع).
(¬4) سورة الواقعة: 8، قال تعالى: {فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ}.
(¬5) سورة الواقعة: 9، قال تعالى: {وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ}، ومما جاء في تفسير الآيتين السابقتين: يعني اليمين، وجمعها الميامن، وهي جوانب اليمين، وفي أصحاب الميمنة أربعة أقوال:
قال عطاء عن ابن عباس: هم الذين يعطون كتابهم بأيمانهم.
وعن ابن عباس أيضًا: هم الذين كانوا على يمين آدم حين أخرجت الذرية من صلبه.
وقال الحسن، والربيع: هم الذين كانوا ميامين مباركين على أنفسهم، وكانت أعمارهم في طاعة الله عز وجل. =

الصفحة 36