كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 24)

ويجوز أن يكون من أوصدت ولكنها همز على لغة من يهمز (الواو) إذا كان قبلها ضمة نحو: مُؤسى (¬1).
(وكان أبو حيه النميري يفعل ذلك) (¬2)، وقد ذكرنا ذلك فيما تقدم (¬3)
ومن لم يهمز، احتمل أمرين:
أحدهما: أن يكون من لغة من قال: أوصدتُ فلم يهمز اسم المفعول، كما يقال: من أوعدت موعود.
والآخر: أن يكون قد أصد مثل: آمن، ولكنه خفف، كما تقول في تخفيف جُؤْنَهٍ (¬4)، وبُؤسٍ، ونُؤْيٍ: جونه، وبوس، ونوى، فيقلبها في التخفيف "واوًا" (¬5).
قال الفراء: ويقال: من هذا الأصيد، والوصيد، وهو الباب المطبق (¬6).
¬__________
(¬1) من بيت لجرير، تمامه:
لَحَبَّ الواقدان إلى مؤسى ... وجَعْدَةُ لَوْ أضاءهما الوقود
وجعدة ابنته، ومؤسى ابنه، يمدح ولديه بالكرم والاشتهار به.
"ديوانه" 1/ 288، ط. دار المعارف، "الخصائص" 1/ 567، "شرح أبيات المغني" 8/ 76: ش 918.
والمعنى أنه لما أضاء إيقاد النار موسى وجعدة، ورأيتهما ذوي ضياء ونور وبهجة صارا محبوبين.
(¬2) ما بين القوسين ساقط من: (أ).
(¬3) انظر: "الحجة"1/ 239، وأيضًا جاء ذكر ذلك في سورة البقرة: 3.
(¬4) جؤنة: سُلَيْلَةُ مستديرة مُغَشَّاة أدمًا، تكون مع العطارين، وجمعها جوَنٌ. "تهذيب اللغة" 11/ 204 (جون).
(¬5) ما بين القوسين نقلاً عن "الحجة" 6/ 416 - 417 بتصرف.
(¬6) "معاني القرآن" 3/ 66.

الصفحة 38