كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 24)

قال أبو علي: يشبه (¬1) أن يكون لهْب ولَهَب لغتين (¬2)، كالشمْع والشمَع (¬3) والنهْر والنهَر، واتفاقهم في الثانية (¬4) على الفتح يدل على أنه أوجه [من] (¬5) الإسكان، وكذلك قوله: (ولا يغني من اللهب) (¬6) " (¬7).
وقال غيره: اتفقوا على الفتح في الثانية، مراعاة لوفاق الفواصل (¬8).
قال ابن مسعود: لما أنذر النبي -صلى الله عليه وسلم- عشيرته (وأقربته) (¬9) النار، قال: أبو لهب: إن كان ما يقوله حقًا، فإني أفتدي نفسي بمالي، وولدي، فأنزل الله:

2 - {مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ} (¬10) أي: ما دفع عنه عذاب الله ما جمع من ماله، وما ولد. (وهو قول كافة أهل التفسير) (¬11).
قالوا: وما كسب يعني: ولده؛ لأن ولده من كسبه. قاله ابن
¬__________
(¬1) غير واضحة في (ع).
(¬2) في (ع): (كما)، وهي زيادة.
(¬3) كالسمْع والسمَع في مصدر القول.
(¬4) أي في قوله "نارًا ذات لهب".
(¬5) ساقطة من النسختين، وأثبتت ما جاء في مصدر القول لسلامته وانتظام الكلام به.
(¬6) سورة المرسلات: 31.
(¬7) "الحجة" 6/ 451 بنصه.
(¬8) انظر: "منار الهدى" ص 436 - 437، و"البحر المحيط" 8/ 525.
(¬9) ساقط من (أ).
(¬10) "الكشف والبيان" 13/ 183 أ، و"معالم التنزيل" 4/ 543، و"زاد المسير" 8/ 326، "لباب التأويل" 4/ 424، و"تفسير القرآن العظيم" 4/ 603، وبمثلها عن ابن عباس في "الجامع لأحكام القرآن" 20/ 238.
(¬11) ما بين القوسين ساقط من (أ).

الصفحة 411