كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 24)

ومقاتل قال: "أحد" لا شريك له (¬1).
واختلف القراء في قوله: "أحد الله الصمد"، فقراء العامة (¬2): التنوين.
وتحريكه بالكسرة في نحو: "أحَدُنِ الله" وهو القياس الذي لا إشكال فيه، وذلك أن التنوين من أحد ساكن، ولام المعرفة من "الله" ساكن، فلما التقى ساكنان، حرِّك الأول منهما بالكسر كما تقول: اذهبِ اذهبْ. فتحرك الساكن الأول بالكسر.
وروي عن أبي عمرو: "أحُد الله" بغير تنوين (¬3)، وذلك أن النون شابهت حروف اللين في أنها تزاد كما يزدن (¬4)، وفي أنها قد أبدلت منها "الألف" في الأسماء المنصوبة، وفي الخفيفة نحو: "والله فاعبدا"، فلما شابهتها أجريت مجراها في أنها: حذفت ساكنه للالتقاء الساكنين، كما حذفت "الألف" و"الواو" و"الياء" كذلك، نحو: رمى القوم، ويغزو (¬5) القوم، ويرمي القوم، ومن ثم حذفت ساكنة في الفعل نحو {لم يك}
¬__________
(¬1) "الوسيط" 4/ 571.
(¬2) وهم: ابن كثير، ونافع، وابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وقرأ أبو عمر: "أحَدْ * الله" بغير تنوين ثم يقف.
انظر: "كتاب السبعة في القراءات" ص 701، و"القراءات وعلل النحويين فيها" 2/ 807، و"الحجة" 6/ 454.
(¬3) القراءة عن هارون عن أبي عمرو بضم الدال في "أحد" بغير تنوين قراءة شاذة رويت أيضًا عن نصر بن عاصم، وعمر بن الخطاب انظر "مختصر الشواذ" ص 182وإن كان المقصود قراءته بالوقف من غير تنوين فهي قراءة صحيحة - كما مر بنا.
(¬4) في (أ): (يزد).
(¬5) في كلا النسختين: (بغزوا).

الصفحة 432