كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 24)

قال أبو علي: قد تجرىِ الفواصل في الإدراج مجراها في الوقف،
على هذا قال من قال: {فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) رَبَّنَا} [الأحزاب:67 - 68]، {وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ} [القارعة: 10 - 11].
وأنشد (¬1):
أصبَحْتُ لا أحمِل (¬2) السِّلاحَ ... ولا أملك (¬3) راسَ البعيرِ إن نَفَرا
والذئب أخشاه إن مررتُ به (¬4) ... ............................
قال: وهذا مبني على وصل البيت الأول بالثاني، ألا ترى أنه نصب الذئب كما قال -سبحانه-: {وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ} [الإنسان: 31] بعد قوله: {يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ} [الإنسان: 31]، وكذلك الفواصل إذا أدرجت ووصلت بما بعدها.
ومما يؤكد ذلك قطعهم لهمزة الوصل في أنصاف البيوت كقوله (¬5):
ولا يُبادِرُ في الشِّتاءِ وَليدُنا ... ألقِدْرُ يُنْزِلُهَا بغير جِعالِ (¬6)
فهذا لأن النصف الثاني من الأول كالبيت الثاني من الأول، فكذلك
¬__________
(¬1) البيت للربيع بن ضب الفزاري.
(¬2) في (ع): (ولا أملك)؛ بدلاً من (ولا أحمل).
(¬3) في (ع): (ولا أحمل)؛ بدلاً من (ولا أملك).
(¬4) وعجزه:
وَجْدي وأخش الرياح والمطرا
وقد ورد في: "كتاب سيبويه" 1/ 89 - 90، و"شرح أبيات سيبويه" 71: ش 163، و"المحتسب" 2/ 99، و"النوادر" 446.
(¬5) البيت للبيد، وليس في ديوانه نقلاً عن - حاشية 1، و"الحجة" 6/ 461.
(¬6) ورد البيت في: "كتاب سيبوية" 4/ 105، و"شرح أبيات سيبوية" 186 ش 709، و"لسان العرب" 11/ 112 (جعل) برواية: "ولا تبادر في الشتاء وليدتي"، ونسبه إلى ابن بري، ومعنى جعال. ما تنزل به القدر من خرقة وغيرها. اللسان.

الصفحة 434