كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 24)

والفساد، فينبت الضرر على الخلق إلا من أعاذه الله (¬1).
وذكر المفسرون في تفسير هذه الآية (¬2) ما روى أبو سلمة عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (¬3) أخذ بيدها (¬4)، وأشار إلى القمر، وقال: "استعيذي بالله من شر هذا، فإنه الغاسق إذا وقب" (¬5).
قال ابن قتيبة: الغاسق: القمر سمي به، لأنه يكسف فيغسق أي يذهب ضوؤه ويسود -قال- ومعنى قوله -صلى الله عليه وسلم- لعائشة: "تعوذي بالله من شر هذا" أي من مر شره "إذا وقب" إذا دخل في الكسوف (¬6).
¬__________
(¬1) قال بذلك ابن عباس والضحاك وقتادة والسدي. "النكت والعيون" 6/ 375.
(¬2) (هذه الآية) بياض في (ع).
(¬3) (أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-) بياض في (ع).
(¬4) بياض في (ع).
(¬5) أخرجه الإمام أحمد في "المسند" 6/ 61، 206، 237 والترمذي في "السنن" 5/ 452: ح 3366: باب 94: من طريق أبي سلمة عن عائشة، وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، والحاكم في "المستدرك" 2/ 547 وصححه، ووافقه الذهبي.
وقال الحافظ ابن حجر: إسناده حسن. "فتح الباري" 8/ 741، وابن الجزري في "جامع الأصول" 2/ 445: ح 898، وقال الأرناؤوط: وإسناده قوي، وأبو عبيدة في "غريب الحديث" 1/ 313، والطبري في "جامع البيان" 30/ 352، والسيوطي في "الدر" 8/ 689 وعزاه إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ في العظمة، وابن مردويه، وانظر: "كنز العمال" 2/ 15: ح: 2955، قال الشوكاني: وهذا لاينافي قول الجمهور، لأن القمر آية الليل ولا يوجد له سلطان إلا فيه، وهكذا يقال في جواب من قال إنه الثريا. "فتح القدير" 5/ 520.
(¬6) "تهذيب اللغة" 16/ 128 - 129 (غسق)، وانظر "تفسير غريب القرآن" ص 543، فالإمام الواحدي نقل عبارة ابن قتيبة من التهذيب، وأما تفسيره فلم أجد عند ابن قتيبة ذكر لحديث عائشة والله أعلم =

الصفحة 461