كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 24)

وبعضها بالإمالة (¬1) وبعضها بالتفخيم (¬2).
قال الفراء: تكسر ضحاها (¬3)، والآيات التي بعدها، وإن كان أصل بعضها "الواو".
ونحو: {تَلَاهَا}، و {ضُحَاهَا}، و {دَحَاهَا} (¬4) [لنازعات: 30]، لما ابتدئت السورة بحرف "الياء" أتبعها ما هو من "الواو"، ولو كان الابتداء "للواو"، لجاز فتح ذلك كله قال: وكان حمزة يفتح ما كان من "الواو"، ويكسر ما كان من "الياء"، وذلك من قلة البصر بمجاري الكلام، فإذا انفرد جنس "الواو" فتحته، وإذا انفرد جنس "الياء" فأنت فيه بالخيار: إن فتحت وإن كسرت فصواب (¬5). انتهى كلامه.
وقال أبو إسحاق: من كسر من هذه الحروف مَا كان من ذوات "الياء" أراد الدلالة على أنه من ذوات الياء، ومن فتح: "تلاها"، و"طحاها" فلأنه من ذوات "الواو"، ومن كسر، فلأن ذوات "الواو"، كلها إذا رُدَّ إلى مَا لم يُسَمَّ فاعِله (¬6) انتقل إلى "الياء" نحو "تُلِىَ" و"دُحِىَ"، و"طُحِىَ" (¬7).
¬__________
= انظر: "كتاب السبعة في القراءات" ص 688، و"القراءات وعلل النحويين فيها" 2/ 779، و"الحجة" 6/ 418.
(¬1) قر الكسائي بالكسر في ذلك كله. المراجع السابقة.
(¬2) قرأ ابن كثير، وعاصم، وابن عامر بفتح أواخر آي هذه السورة، والليل، والضحى. المراجع السابقة.
(¬3) (وضحها) في كلا النسختين.
(¬4) في (أ): (دحيها).
(¬5) "معاني القرآن" 3/ 266 بيسير من التصرف.
(¬6) أي المبني للمجهول.
(¬7) "معاني القرآن وإعرابه" 5/ 331 بتصرف.

الصفحة 47