كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 24)

فاستجيز ذلك فيهما، فإذا أميل الناس حيث لم يكن معه شيء يوجب الإمالة للكثرة فإن يقال لكسرة الإعراب أجدر) (¬1).

4 - وقوله تعالى: {مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ} قد تقدم عند قوله: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ} (¬2)
وقوله: {الْخَنَّاسِ} قال ابن عباس: هو الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس، وإذا ذكر الله خنس (¬3).
وقال مجاهد: إذا ذكر الله خنس، وإذا لم يذكر الله انبسط على قلبه (¬4). وهذا قول جماعة المفسرين في الوسواس الخناس.
ومضى تفسير الخناس عند قوله: "الخُنَّس" [التكوير: 15].
قال مقاتل: هو شيطان في صورة خنزير يجري في جسد العبد مجرى الدم (¬5)، فإذا سها ابن آدم ابتلع قلبه فوسوس، وإذا ذكر الله خنس عنه فخرج من جسده، فهو الوسواس إذا سها ابن آدم، وهو الخناس إذا ذكر (¬6).
¬__________
(¬1) ما بين القوسين نقله عن: "الحجة" 6/ 466 - 467 بيسير من التصرف.
(¬2) سورة الأعراف: 20، ومما جاء في تفسيرها: قوله: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ} قال الليث: الوسوسة: حديث النفس والصوت الخفي من ريح تهز قصبا أو شيئا كالهمس، وبه سمي صوت الحليّ وسواسًا.
عن ابن الأعرابي: رجل يوسوس ولا يقال موسوس، لأن نفسه توسوس له. قال تعالى: "ويعلم ما توسوس به نفسه".
(¬3) "جامع البيان" 30/ 355، وقال بنحوه أيضًا قتادة. "تفسير عبد الرزاق" 2/ 410.
(¬4) ورد معنى قوله في: "تفسير الإمام مجاهد" ص 762، و"جامع البيان" 30/ 355، و"بحر العلوم" 3/ 528، و"فتح القدير" 5/ 523.
(¬5) غير مقروء في (ع).
(¬6) ورد قوله في "تفسير مقاتل" 257 ب، ومختصرًا في: "الكشف والبيان" 13/ 194 أ، و"الجامع لأحكام القرآن" 20/ 263، و"فتح القدير" 5/ 523.

الصفحة 470