كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 24)

وهذا معنى ما روى أنس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الشيطان واضع خَطْمَه (¬1) على قلب ابن آدم، فإذا ذكر الله عز وجل خنس، وإذا نسي الله عز وجل التقم قلبه، فهو قوله:

5 - {الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ} " (¬2).
أي بالكلام الخفي يصل مفهومه إلى القلب من غير سماع الصوت، وهو معنى الوسواس في اللغة، وقد مر (¬3).
وقوله تعالى: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}
قال ابن عباس: أخبر الله عز وجل أنه من الجن، والإنس (¬4)، وهو قول مقاتل (¬5)، وسفيان (¬6)، جعلوا الذي يوسوس من الجنة والناس.
قال قتادة في قوله {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}: من الجن شياطين، ومن
¬__________
(¬1) خطم: أنفه. الخطم من كل طائر منقاره، ومن كل دابة خَطَمه، مقدم أنفه وفمه. "تهذيب اللغة" 7/ 256 (خطم)، و"الصحاح" 5/ 1914 (خطم).
(¬2) أخرجه أبو نعيم في: "حلية الأولياء" 6/ 268، وعزاه الهيثمي في: "مجمع الزوائد" 7/ 149 إلى أبي يعلى، وفيه عدي بن أبي عمارة، وهو ضعيف، وأخرجه أيضا الثعلبي في "الكشف والبيان" 13/ 195 أ، كما عزاه السيوطي في "الدر المنثور" 8/ 694 إلى ابن شاهين في "الترغيب في الذكر"، وابن أبي الدنيا في "مكائد الشيطان"، وأبي يعلى، والبيهقي في "شعب الإيمان" 1/ 402 - 403 ح 540، كما أورده الشوكاني في "فتح القدير" 5/ 524، وضعف محقق كتاب "الوسيط"، و"البسيط" إسناد رواية الواحدي لوجود زياد بن عبد الله النميري.
(¬3) عند سورة الأعراف: 20.
(¬4) لم أعثر على مصدر لقوله.
(¬5) "تفسير مقاتل" 257 ب.
(¬6) لم أعثر على مصدر لقوله.

الصفحة 471