كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 24)

الناس شياطين، فنعوذ بالله من شياطين الجن والإنس (¬1).
وقال الحسن: هما شيطانان: أما شيطان الجن فيوسوس في صدور الناس، وأما شيطان الإنس فيأتي علانية (¬2).
وفي الآية قول آخر: وهو أن قوله: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} تفسير لقوله: {فِي صُدُورِ النَّاسِ} أي يوسوس في صدور الناس من (¬3) القبيلتين: الجنة والناس.
والمعنى: يوسوس في صدور الجني، كما يوسوس في صدور الإنس. وهذا (قول الكلبي (¬4)، و) (¬5) اختيار الفراء: قال: وقع الناس في قوله: "صدور الناس" على الجنة، وعلى الناس، كقولك: يوسوس في صدور الناس جنتهم وناسهم، قال: وسمي الجن نفرًا، ورجالًا في قوله تعالى: {نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ} [الجن: 1]، وقوله: {يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ} [الجن: 11] وقد قال بعض العرب: جاء قوم من الجن فوقفوا فقيل من أنتم؟ فقالوا: أناس من الجن (¬6) (¬7).
¬__________
(¬1) "تفسير عبد الرزاق" 2/ 410، و"النكت والعيون" 6/ 379، و"الجامع لأحكام القرآن" 20/ 263، و"البحر المحيط" 8/ 532، و"فتح القدير" 5/ 523.
(¬2) "بحر العلوم" 3/ 528 - 529، و"الجامع لأحكام القرآن" 20/ 263، و"فتح القدير" 5/ 523، و"تفسير الحسن البصري" 2/ 447.
(¬3) في (أ): (على).
(¬4) "الكشف والبيان" 13/ 194 أ.
(¬5) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(¬6) "معاني القرآن" 3/ 302 بتصرف.
(¬7) علق الزمخشري على المعنى الذي ذكره الفراء بقوله: وما أحقه، لأن الجن سموا جنًّا لاجتنانهم، والناس ناسًا لظهورهم، من الإيناس، وهو الإبصار، كما سموا =

الصفحة 472