كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 24)

الشمس تلاها القمر في الإضاءة وخلفها في النور.
وقال قتادة (¬1)، والكلبي (¬2): تلاهَا القمر ليلة الهلال، لأن الشمس إذا غربت ظهر الهلال بعدها يتلوهَا في الغروب.
وجعل الفراء معنى تلو القمر الشمس الأخذ من ضوئها، كما تقول في الكلام: اتبعت قول فلان، وأخذت بقول فلان، فاتباعه والأخذ منه سواء (¬3). ويقال: فلان يتبع فلانًا في كذا أي يأخذ منه. ونور القمر من نور الشمس على مَا يقال إنه يأخذ النور من الشمس، وهو معروف عند الناس، ومنه قول من قال:
كما تكسب منها نوره القمر (¬4)
وقال الزجاج: تلاها حين استدار كما يتلو الشمس في الضياء والنور (¬5) يعني إذا كمل ضوؤه فصَار تابعًا للشمس في الإنارة، وذلك في الليالي البيض.
¬__________
= "الكشف والبيان" 13/ 99 ب. وانظر: "معالم التنزيل" 4/ 491، و"المحرر الوجيز" 5/ 487، و"الجامع لأحكام القرآن" 20/ 73، و"لباب التأويل" 4/ 381، و"فتح القدير" 5/ 448.
وهناك أقوال أخرى في اتباعه لها، انظر: "النكت والعيون" 6/ 282.
(¬1) "تفسير عبد الرزاق" 2/ 376، "جامع البيان" 30/ 208، "الرازي" 31/ 190.
(¬2) " التفسير الكبير" 31/ 190.
(¬3) "معاني القرآن" 3/ 266 بتصرف.
(¬4) لم أتوصل إلى معرفة القائل، وقد ورد تحت (بهج) في "تهذيب اللغة" 6/ 64، و"لسان العرب" 2/ 216، و"تاج العروس" 2/ 10، وجميعها برواية: (نواره) بدلاً من (نوارها) والبيت للمتنبي في "ديوانه".
(¬5) "معاني القرآن وإعرابه" 5/ 332.

الصفحة 51