كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 24)

3 - قوله تعالى: {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا} معنى التجلية: الإظهار والكشف، وذكرنا ذلك عند قوله: {لا يجليها} [الأعراف: 187].
قال الكلبي: جلاها جلى الظلمة (¬1).

قال الفراء: وجازت (¬2) الكناية عن الظلمة، ولم تذكر؛ لأن المعنى معروف ألا ترى أنك تقول: أصبحت باردة، وأمست باردة، وهبت شمالاً، [فكنى] (¬3) عن مؤنث لم يجر لها ذكر، لأن المعنى معروف (¬4).
ونحو هذا قال الزجاج، وزاد فيها وجهًا آخر فقال: وقيل: والنهار إذا [جلاها] (¬5) إذ بين الشمس؛ لأنها تتبين إذا انبسط النهار (¬6).
وفاعل التجلية على القولين جميعًا النهار.

4 - وقوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا} قال الكلبي: يعني الشمس فيذهب بضوئها، فتغيب وتظلم الآفاق (¬7).
وهذه الآية تقوي الآية الثانية في الآية التي قبلها، وذلك أنه لما جعل الليل يغشى الشمس فيذهب بضوئها حسن أن يقال: النهار ويجليها على ضد ما ذكر في الليل، وأيضًا فإن الضمير في "يغشاها" للشمس بلا خلاف، كذلك في "جلاها" يجب أن يكون للشمس، فيكون الضمير في الفواصل
¬__________
(¬1) ورد معنى قوله في: "بحر العلوم" 3/ 482.
(¬2) في (أ): (جازت).
(¬3) يعني: هكذا ورد في كلا النسختين، وأثبت ما جاء في أصل الكلام، وهو "معاني القرآن" لانتظام الكلام. والله أعلم.
(¬4) "معاني القرآن" 3/ 266.
(¬5) (جليها) في كلا النسختين، وأثبت ما جاء في مصدر أصل الكلام لانتظامه.
(¬6) "معاني القرآن وإعرابه" 5/ 332.
(¬7) ورد معنى قوله في: "معالم التنزيل" 4/ 491، و"زاد المسير" 8/ 257.

الصفحة 52