كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 24)

قال: قالت عائشة، رحمها الله (¬1): انتبهت ليلة، فوجدت رسوله الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يقول: "رب أعط نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها" (¬2).
والضمير في قوله: {زَكَّاهَا} و {مولاها} هو يعود إلى: {مَن}، وهو بمعنى النفس.
قال الفراء (¬3)، والزجاج (¬4): يقول قد أفلحت نفس زكاها الله، وقد خابت نفس دسَاهَا الله.
وذُكر في الآيتين قول آخر، قال الحسن: قد أفلح من زكى (¬5) نفسه فأصلحها، وحملها على طاعة الله، وقد خاب من أهلكها وحملها على
¬__________
= انظر: "الطبقات الكبرى" 5/ 494، "تهذيب الكمال" 29/ 287 ت 6367، "تقريب التهذيب" 2/ 296 ت 24.
(¬1) في (ع): (رضي الله عنها).
(¬2) أخرجه الإمام أحمد في "المسند" 6/ 209 من طريق سعيد عن عائشة، وقد وردت رواية عن طريق زيد بن أرقم في "صحيح مسلم" 4/ 2088: ح: 73: باب 18، والحديث كما هو عنده عن زيد بن أرقم قال: "لا أقول إلا كما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول، كان يقول: (اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها ...).
كما أخرجه النسائي 8/ 653 ح 5473، 5553، كتاب الاستعاذة، باب 13، 65 من طريق زيد بن أرقم.
وطريق زيد أخرجه الإمام أحمد في المسند: 4/ 371.
(¬3) "معاني القرآن" 3/ 267 واللفظ له.
(¬4) "معاني القرآن وإعرابه" 5/ 333.
(¬5) في (أ): (زكا).

الصفحة 61