كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 24)

معصية الله (¬1)
ونحو هذا القول يروى عن قتادة (¬2)، وذكره (¬3) الفراء فقال: ويقال (¬4): قد (¬5) أفلح من زكى نفسه (¬6) بالصدقة وبالطاعة، وقد خاب من دسى (¬7) نفسه فأخملها بترك الصدقة والطاعة.
وذكر وجهًا آخر على هذا القول في قوله: "دسَاهَا" فقال: إن البخيل يخفى منزله وماله، وإن المعطي يُبرز منزله، فينزل على الأشراف والروابي (¬8)؛ [لئلا] (¬9) يستتر عن الضِّيفان، ومن أراده (¬10).
وشرحه ابن قتيبة فقال: يريد قد أفلح من زكى (¬11) نفسه، أي أنماها، وأعلاها بالطاعة، والبرّ، والصدقة، واصطناع المعروف، وقد
¬__________
(¬1) "الكشف والبيان" 13/ 101 أ، "معالم التنزيل" 4/ 493، "الدر المنثور" 8/ 530، وعزاه إلى عبد بن حميد، و"تفسير الحسن البصري" 2/ 424.
(¬2) "تفسير عبد الرزاق" 2/ 376، "جامع البيان" 30/ 213، "الكشف والبيان" 13/ 100 ب، "النكت والعيون" 6/ 284.
(¬3) في (ع): (ذكر).
(¬4) في (أ): (يقال).
(¬5) في (أ): (وقد).
(¬6) في (أ): (زكا).
(¬7) في (أ): (دسا).
(¬8) الروابي: ما أشرف من الرَّمل مثل الدّكدَاكة؛ غير أنها أشد منها إشرافًا. "لسان العرب" 14/ 306 (ربا).
(¬9) في: النسختين (لأن لا)، وما أثبته من المعاني.
(¬10) "معاني القرآن" 3/ 267.
(¬11) في (أ): (زكا).

الصفحة 62