كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 24)

وذكر وجهًا آخر في قوله: {دَسَّاهَا}.
قال أبو العباس: سألت ابن الأعرابي عن قوله:

10 - {وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} فقال: معناه: من دس نفسه مع الصالحين، وليس هو منهم (¬1)، وهو منطوٍ على غير مَا ينطوي عليه الصَالحون (¬2).
11 - قوله تعالى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا} قال الليث: الطغيان و [الطُغْوان] (¬3) لغة فيه، والفعل طَغَيْتَ، وطَغَوْتَ (¬4) والاسم: الطغوى (¬5) (¬6).
قال الفراء: أراد بطغيانها، وهما مصدران إلا أن الطغوى أشكل برؤوس الآيات فاختير لذلك، وهو كالدعوى من الدعاء (¬7) (¬8).
وقال أبو إسحاق: أصل طغواها طغياها، وفَعْلى إذا كانت من ذوات "الياء" أبدلت في الاسم "واوًا"، لتفصل بين الاسم والصفة، تقول: هي
¬__________
(¬1) ورد قوله في "تهذيب اللغة" 12/ 281 بنصه، وانظر: "لسان العرب" 6/ 72 (دس).
(¬2) في (ع): (الصالحين).
(¬3) الطغيان: هكذا ورد في النسختين، وأثبت ما جاء في أصل الكلام.
(¬4) في (أ): (طغوت وطغيت).
(¬5) في (أ): (للطغوى).
(¬6) "تهذيب اللغة" 8/ 167 (طغو)، وانظر: "لسان العرب" 15/ 6 (طغى).
(¬7) أي كقوله تعالى: {وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ} ومعناه: آخر دعائهم. "معاني القرآن" للفراء 3/ 267.
(¬8) المرجع السابق بتصرف.

الصفحة 64