كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 24)

وقال الفراء: حذرهم إياها، وكل تحذير (¬1) فهو نصب (¬2).
وقوله: {وَسُقْيَاهَا} عطف على ناقة الله، وهو اسم من السقي، {وَسُقْيَاهَا} شربها من الماء وما يسقاها (¬3).
قال الكلبي (¬4)، ومقاتل (¬5): قال لهم صالح: ذروا ناقة الله، فلا تعقروها، وذروا أيضًا سقياها، وهي شربها من النهر، فلا تعرضوا للماء يوم شربها، فإنكم معذبون، فكذبوا صالحًا بالعذاب أنه غير كائن، وهو قوله:

14 - {فَكَذَّبُوهُ} أي بتحذيره إياهم العذاب بعقرها، وذلك أن قوله: {نَاقَةَ اللَّهِ} يدل انتصابه على التحذير، فعقروها وتفسير العقر قد تقدم في هذه القصة.
{فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا} قال عطاء عن ابن عباس: فدمر عليهم ربهم (¬6) (¬7)، ونحو هذا قال مقاتل (¬8).
¬__________
(¬1) في (أ): (تحرير).
(¬2) "معاني القرآن" 3/ 268.
(¬3) في (أ): (وساقها).
(¬4) "فتح القدير" 5/ 450.
(¬5) "تفسير مقاتل" 241 أ، "فتح القدير" 5/ 450، وانظر معنى هذا القول في: "جامع البيان" 30/ 214، و"معالم التنزيل" 4/ 493، و"لباب التأويل" 4/ 383، و"تفسير القرآن العظيم" 4/ 552.
(¬6) ساقط من (ع).
(¬7) "تفسير مقاتل" 241 ب، كما ورد قوله من طريق الضحاك عنه في: "الجامع لأحكام القرآن" 20/ 79، كما ورد منسوبًا إلى عطاء في: "معالم التنزيل" 4/ 494.
(¬8) "معالم التنزيل" 4/ 494.

الصفحة 68